تقرير: ندى يوسف
بعد دخول الحرب على اليمن عامها الخامس، بات واضحاً أن فشل تحالف العدوان المكوَّن أساساً من السعودية والإمارات في تحقيق حسم الميداني هو النتيجة الأبرز لتدخله العسكري. لم يثني هذه الفشل دول التحالف عن استمرارها في الحرب مع رغبة واضحة في اعادة التصعيد عبر التحشيد العسكري المتواصل .
وفيما يطرح هذا الواقع تساؤلات عدة حول سبب استمرار هذا التدخل، يتفق أغلب اليمنيين على وجود عامل مركزي في إطالة أمد الأزمة، يتمثل بحضور الأطماع والأجندة غير المعلنة لدولتي التحالف.
وبالنظر إلى مختلف الأحداث التي شهدها اليمن، شكل الدور الذي تؤديه أبو ظبي أبرز دليل على وجود اطماع استعمارية. فالسيطرة على عدن وسقطرى وغيرها من المناطق الجنوبية لم تكن سوى مقدمة لاحتلال من نوع آخر، بعدما فرضت الإمارات سيطرتها على المدينة، واستحدثت أذرعاً سياسية وعسكرية لها .
وثائق جديدة تم نشرها مؤخراً كشفت عن “تفاصيل خطيرة” تنشر لأول مرة ، فضحت المزيد من الأهداف الإماراتية غير المعلنة من الحرب. وتتضمن الوثائق مقطع فيديو يظهر قيام القوات الإماراتية بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى اليمنية.
وبحسب مصادر محلية في سقطرى، بدأت القوات الإماراتية بردم مساحة من الساحل لإنشاء ميناء خاص بها في الجزيرة لنقل المعتقلين ومواد مجهولة من منياء المكلا وإليه، في جنوب شرق اليمن، الى جانب استخدامه في نقل المحققين الأميركيين الذين يحققون مع المعتقلين اليمنيين المحتجزين في السجون السرية.
في الإطار ذاته، يبرز الدور السعودي في محافظة المهرة في شرق اليمن على نحوٍ لا يبتعد كثيراً عما مارسته أبو ظبي في سقطرى، من خلال توسيع السعودية نفوذها في المحافظة وإرسال قوات عسكرية وفرض السيطرة على أبرز المنافذ الجوية والبرية. ويتضمن ذلك تحويل مطار الغيضة، مركز المحافظة، إلى قاعدة للقوات السعودية.
كما وردت من المهرة معلومات عن أن هذه التحركات تأتي في إطار أجندة خاصة للرياض لمد أنبوب نفطي عبر سواحل المحافظة إلى البحر العربي، وهي أنموذج آخر لانحراف مسار المعركة نحو الأجندة الخاصة.
ويضع ما تقدم ذكره دول تحالف العدوان السعودي أمام لازمة إطالة الحرب بأكبر قدر ممكن لتحقيق اهدافها الحقيقية من الحرب، وهي السيطرة على ثروات اليمن وإدخاله في الوصاية السعودية والإماراتية المباشرة، وصولاً إلى احتلاله احتلالاً مباشراً بما يضمن مصالحها الخاصة على حساب الشعب اليمني المحاصر في لقمة عيشه.