يقول سلمان الدّوسري، رئيس تحرير الشّرق الأوسط، بأنّ معارضي حكم إعدام الشّيخ نمر النمر هم الوجه الآخر لمؤيّدي إرهابيي تنظيم القاعدة.
لا يفعلُ الدّوسري، وأترابه من مؤيّدي النّظام السّعودي، غيرَ أنّهم يُفكّرون في نطاق”اللّحظة السّعودية” وتضخيمها بكلّ الوسائل المتاحة، فيما يتمنّع عقلهم عن التفكير خارج هذه اللّحظة. يصنعُ الإعلامُ السّعودي قوّة مُضاعفة لهذه اللّحظة، وتحويلها إلى “طوق”مرجعي، تُحال إليه الأشياء وتفسيرها.
والحقُّ، أنّ السّعودية برعت، طوال عقود، في صناعة لحظتها الخاصة، وتعميمها بأوسع، وأسرع ما يمكن. فكيف تفعل ذلك؟
إحدى خصائص النّظام السّعودي هو قدرته الفائقة على انتشالِ نفسه، والهروب بها، في السّاعة المناسبة، وفي الوقت الذي يبدو وكأنه كاد أن يقعَ في “شرّ أعماله” غريقاً.
ليس عسيراً، مثلاً، اكتشاف “الجذر الجامع” بين النّظام السّعودي وآخر نسخ الإرهاب المذهبي، أي “داعش”. باتريك كوكبيرن، في كتابه الأخير، لا يجد صعوبةً في ربط خطوط الاتصال بين الطرفين، ولا في تشبيك الأضلاع وحلّ الكلمات المتقاطعة لحكاية”الوهابية وداعش”. مع بلوغ السعودية وتنظيم داعش – بوصفه تمثيلاً عمليّاً لعقيدة الذّبح -حدّ التّطابق، استدارت السّعودية بسرعة، ودشّنت سلسلة التّبري من داعش، وبعمليّاتٍ متدرّجة، بدأت بوضعها في قائمة الإرهاب، ثم توزيع الأمر الملكي للمشايخ للحديث عن التسامح ونبذ التطرّف والإرهاب.
إلا أن “جذور داعش”، كما يُخبرنا الشيخ حسن فرحان المالكي – المعتقل هذه الأيّام – لازالت باقية ببقاء البنية الوهّابيّة على حالها، برموزها وبفتواها الطّاردة لكلّ عقل وتفكير، والجاذبة للإنغلاق والتكفير.
ما تفعله السّعودية هو إخلاء نفسها من الاتّهامات، تكتيكيّاً، وليس معالجة أصل هذه الاتهامات. لذلك، فإن “سيفها المسلول” – كما تقول الإكونومست – لازال مسلّطاً على شعبها المعارض، أكان الشّيخ النمر، أو قيادات جمعية “حسم” أو رائف بدوي أو ناشطات حملة “من حقي أن أقود السيارة”. هذا السّيف هو ذاته الذي ترفعه السعودية وداعش أيضاً، وهو السّيف عينه الذي يقطع الرّقاب في المنطقة الشرقية والبحرين والعراق وسوريا وغيرها.
* نادر المتروك – البحرين اليوم