بعد هزيمة تنظيم “داعش” الإرهابي، واضمحلال مشروعه التوسعي والاستعماري، تعمل المملكة السعودية على نفض يدها من دم الأبرياء الذين قضوا على أيدي العناصر الإرهابية، عبر حملة إعلامية ضخمة ندوات ولقاءات، إلا أن ذلك لن يغير الصورة المرسومة في الأذهان عن أيديولجيتها الفكرية، والتي تؤكد أنها الراعي الأول للحركات الإرهابية، بعد الولايات المتحدة.
تقرير: محسن العلوي
في إطار العمل على تلميع صورة النظام السعودي، كُتبت العديد من المقالات الصحافية، وسجلت العديد من الحلقات التلفزيونية، التي تهدف إلى التاكيد على أن السعودية بعيدة كل البعد عن المنظمات الإرهابية، سواء في الداخل أم في الخارج.
آخر هذه المحاولات ما كتبته صحيفة “الرياض” تحت عنوان “داعش من الداخل”، بنشر “وثائق” تبرئ المملكة من وصمة الإرهاب. يظهر المقال واحدة من محاولات المملكة التنصل من الجرائم المرتكبة في سوريا والعراق، ولكن المقال ذاته يظهر وبالأرقام، استناداً إلى وثائق خاصة بتنظيم “داعش” الإرهابي، تم تسريبه مطلع في عام 2016، أن المقاتلين الذي قدموا من السعودية يبلغ عددهم 759 إرهابياً، منهم 100 مقاتل أجنبي، كانت السعودية معبراً لها إلى الداخل السوري.
كذلك يشير المقال إلى أنه في شهر سبتمبر / أيلول 2013، شهد التتنظيم الإرهابي قدوم أكبر مجموعة من المقاتلين الإرهابيين القادمين من السعودية. بالإضافة إلى ذلك، فقد ادعى كاتب المقال أنه وبعد شهر سبتمبر / أيلول 2019، خف عدد المقاتلين بسبب الإجراءات التي اتخذتها السلطات في السعودية. ولكن بعد هذا التاريخ، شهدت الساحة الداخلية السعودية العديد من العمليات الارهابية التي أعلن تنظيم “داعش” عن مسؤوليته عنها.
وفي نوفمبر / تشرين ثاني 2014، شهدت الساحة الداخلية السعودية واحدة من أكثر الجرائم بشاعة، إذ تعرضت “حسينية الدالوة” في الأحساء لهجوم مسلح من قبل عناصر التنظيم الإرهابي، أدى إلى مقتل عدد كبير من المعزين والمشاركين في أحياء مراسم عزاء الإمام الحسين عليه السلام. وأشارت التحقيقات حينها إلى أن الإرهابيين السعوديين البالغ عددهم 22 شخصا عادوا إلى الرياض بعد أن أمضوا وقتاً لا بأس به إلى جانب صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي في سوريا والعراق.
وفي 5 يوليو / تموز 2016، شهدت السعودية عمليتين إرهابيتين، حدثت الإولى في المدينة المنورة وراح ضحيتها 4 رجال أمن وإصابة آخرين بجروح. وتزامن التفجير الانتحاري مع تفجيرين انتحاريين في منطقة القطيف حيث تم استهداف “مسجد العمران”، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من المواطنين بين شهيد وجريح.
هذان نموذجان من نماذج العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الساحة الداخلية السعودية، يظهران أن الأيديولجية الدينية المتطرفة منشأها الفكر الوهابي المنتشر في السعودية، وليس كما يدعي البعض أن المملكة باتت ضحية للإرهاب وانها صاحبة الفكر النير والجذاب.