تقرير: سناء إبراهيم
بعد أن لطّخ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سمعة البلاد بالانتهاكات المقيتة والسيئة، اندفع الملك سلمان إلى لملمة ما تبقى من ماء وجه للسعودية في العالم، وعمد إلى تنشيط دوره في الزيارات والرحلات الخارجية خلال الشهرين الماضيين.
منذ عام 2017، علّق الملك سلمان رحلاته الخارجية مع حملة الاعتقالات التي نفذها نجله ولي العهد بحق مئات المسؤولين والأمراء البارزين حينما زج بهم في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، بسبب عدم الاستقرار في البلاد، والتي زاد من حدتها مقتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وجملة كبيرة من انتهاكات حقوق الانسان، وفق ما تحدث الباحث والكاتب السياسي بروس ريدل، في مقال في صحيفة “المونيتور”.
أدت الضجة حول سلوك ولي العهد بشكل مباشر إلى أول رحلة خارجية للملك في فبراير / شباط 2019 إلى مصر، لحضور قمة مشتركة لجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، حيث أوضح زعماء الاتحاد الأوروبي قبل الاجتماع في شرم الشيخ أنهم لن يجتمعوا مع ولي العهد، فهو ليس ملطخاً فقط بدم خاشقجي، بل ينظر إليه أيضاً على أنه قائد حرب المملكة الكارثية في اليمن.
ثم عقد الملك لقاء رفيع المستوى مع الجنرال الليبي خليفة حفتر في الرياض، في أواخر مارس / آذار 2019، وهو أول اجتماع للقيادة السعودية مع حفتر منذ أن بدأ الجنرال حملته للسيطرة على ليبيا. وعقب الاجتماع في الرياض، شن حفتر هجوماً على طرابلس فيما يبدو أنه بمباركة الملك.
وفي أواخر مارس / آذار 2019، سافر الملك لحضور القمة العربية في قرطاج في تونس، وأكد سلمان “بقوة” الدعم السعودي لـ “دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس”، و”إعادة مرتفعات الجولان إلى سورية”، وهي مواقف تتعارض مواقف مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكانت مواقف الملك لافتة للانتباه في ظل الدور الذي يلعبه ابن سلمان للترويج وتسريع إتمام ما يسمى “صفقة القرن”، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية في نهاية المطاف.
كما سافر إلى البحرين، يوم 3 أبريل / نيسان 2019، للقاء نظيره الملك حمد بن عيسى آل خليفة. ويبدو أن سلمان زاد من وتيرة السفر في الوقت الذي يواجه فيه ابنه صعوبة متزايدة في السفر إلى خارج المملكة.