تقرير: هبة العبد الله
انسحبت القاهرة من “الناتو العربي” الذي تسعى واشنطن إلى تشكيله من عدد من الدول العربية الحليفة لها على غرار حلف شمال الأطلسي، في ما يمكن اعتباره ضربة من القاهرة لمساعي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمواجهة إيران عن طريق حلفاء واشنطن العرب الرئيسين.
وقد أبلغت مصر قرارها للولايات المتحدة والأطراف الأخرى المعنية بالتحالف الاستراتيجي في الشرق الأوسط المقترح تشكيله، وذلك قبل اجتماع كان قد عقد في الرياض قبل أيام في إطار السعي إلى إعطاء دفعة للجهود الأميركية لجمع حلفائها العرب في معاهدة أمنية وسياسية واقتصادية لمواجهة إيران. ولهذا، فإن القاهرة لم ترسل وفداً لحضور الاجتماع.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر عربي طلب عدم الكشف عن اسمه، قوله، إن مصر “تشكك في المبادرة الأميركية وقد آثارت الانسحاب من الناتو العربي لأنها لم تر بعد خطة أولية تحدد ملامح هذا التحالف، ولأن وضع خطة ينطوي على خطر زيادة التوتر مع إيران”.
وتابع المصدر العربي قوله إن “الغموض المحيط بما إذا كان الرئيس ترامب سيفوز بولاية ثانية العام المقبل واحتمال أن يتخلى من يخلفه عن المبادرة عاملان ساهما في اتخاذ مصر القرار، في حين تؤكد مصادر سعودية تحدثت للوكالة أن المبادرة لا تسير كما ينبغي”.
ويزيد انسحاب مصر صاحبة أكبر جيش في العالم العربي الأمور تعقيداً بالنسبة إلى التحالف العربي الموجه ضد إيران، ويضع مزيداً من التعقيدات أمام الخطة الأميركية التي تواجه انتكاسات متتالية بفعل الغضب الذي أثارته حادقة قتل الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي على واشنطن وحلفائها العرب.