تقرير: سناء إبراهيم
تشدد “مملكة الصمت” من قبضتها الأمنية والعسكرية ليس فقط على خناق النشطاء والمعتقلين، بل على ذويهم أيضاً، إذ تكشف مصادر حقوقية عن أن عائلة الطبيب السعودي الذي يحمل الجنسية الأميركية وليد فتيحي، الذي اعتقل خلال حملة الاعتقالات أواخر عام 2017، تعرضت للتهديد من السلطات السعودية، في ظل التلويح بتجميد أرصدتها في البنوك ما لم توقف تحركاتها مثل توكيل محامين في الخارج لتسليط الضوء على ما يجري على ابنها.
وعلى أثر التهديد، حذف حساب “معتقلي الرأي” على “تويتر”، الذي يرصد أخبار المعتقلين، تغريدة جاءت على ذكر ما يتعرض له الفتحي وعائلته، في بادرة من أجل منح السلطات مهلة لتنفيذ وعودها بالتخفيف من معاناة فتيحي وتحسين أوضاعه داخل السجن بعد التعذيب الذي وقع عليه، إضافة إلى قرب الإفراج عنه مقابل صمت العائلة عن إثارة قضيته.
ونقلت السلطات السعودية وليد فتيحي إلى “سجن الحائر” في الرياض، وقد زاره وفد من وزارة الخارجية الأميركية، بعدما أثار ابنه أحمد قضيته داخل الكونغرس، مطالباً السلطات الأميركية بالتدخل لحماية والده.
ولم تقتصر ضغوط السلطات على عائلة فتيحي، فقد تم منع أبناء الداعية المعتقل سلمان العودة من السفر خوفاً من تحول أبنائه إلى معارضين، كما اعتقلت السلطات والدة المعارض المقيم في لندن عبد الله الغامدي في مارس / آذار 2018، كما اعتقلت شقيقيه أيضاً وساومت المعارض الغامدي على إطلاق سراحهم مقابل تسليم نفسه إليها.
تكرر المشهد بالنيل من العوائل مع معارضين، إذ اعتقلت السلطات شقيقي المعارض المقيم في كندا عمر بن عبد العزيز الزهراني، وقامت بتعذيبهما بالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق في الماء، وطالبت عمر بالعودة إلى البلاد وتسليم نفسه مقابل الإفراج عنهما.
وكشفت علياء شقيقة المعتقلة لجين الهذلول، في مقالات نشرتها صحف عالمية عن معاناة شقيقتها، كذلك تحدث تحدث شقيقها وليد أمام الكونغرس عن التعذيب الذي واجهته شقيقته.
ويؤكد أشقاء الهذلول بصورة متواصلة عدم صمتهم عما يجري خلف المعتقلات، لأن الصمت يفاقم من معاناة المعتقلين، معتبرين أنه السلطات توسع من قبضتها العسكرية بحملات اعتقالات جديدة.