تقرير: هبة العبد الله
ينعكس انعدام الانسجام السياسي والأهداف المشتركة بين السعودية وتركيا بشكل كبير في وسائل الإعلام في المملكة، والتي تعود ملكيتها بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أفراد في العائلة الحاكمة، ممثِّلة بذلك الخطاب الرسمي للإدارة السعودية اتجاه أنقرة.
وفي الآونة الأخيرة، صعّدت وسائل الإعلام في الرياض عداوتها لتركيا موجِّهة الكثير من الاتهامات إلى أنقرة التي ساندت قطر في الأزمة الخليجية والحصار الذي فرض عليها بزعامة السعودية، والتي كان لها مواقف وتصريحات أحرجت بيت الحكم السعودي في قضية اغتيال الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في قنصلية السعودية في إسطنبول، يوم الثاني من أكتوبر / تشرين أول 2019.
يقود هذا الخطاب من خلف الكواليس ولي العهد محمد بن سلمان القابض على وسائل الإعلام في المملكة بعد حملة اعتقالات للصحافيين ورجال الأعمال، بتهمة “الفساد”، سمحت له بالانفراد في التحكم بالخطاب الإعلامي بعدما قام بتغيير مديري معظم الوسائل الإعلامية، واتبع سياسات التخويف وكبت الأفواه للأصوات المعارضة.
وتمثل آخر فصول الحرب الإعلامية السعودية الموجهة ضد تركيا وصف وسائل الإعلام السعودية الدولة العثمانية بـ “دولة داعش الأولى”، بعدما كانت هذه الوسائل قد شنت حرباً ضد الرئيس التركي رجيب طيب إردوغان على خلفية موقفه من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزلندا، في مارس / آذار 2019.
وتشير وكالة “الأناضول” التركية للأنباء إلى أن زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى نيوزيلندا عقب الهجوم أدت إلى موجة انزعاج أخرى لدى وسائل الإعلام السعودية، في الوقت الذي أظهر فيه رؤساء الدول ووسائل الإعلام الغربية ردود فعل بسيطة اتجاه المجزرة، وتضيف الوكالة “مع الأسف، فإن ردود فعل زعماء الدول الإسلامية لم ترقَ إلى المستوى المرجو لكن الغريب في الأمر أن الإعلام السعودي هاجم تركيا بسبب تضامنها مع ضحايا المجزرة”.