مصافحة بين الملك سلمان والرئيس البشير في الرياض (صورة من الأرشيف)

السعودية والإمارات تخذلان البشير: مع “الانتقالي” في السودان

تقرير: سناء إبراهيم

سقط عمر البشير وسقط معه الدعم السعودي والإماراتي. فالدولتان الخيلجيتان، ومعهما البحرين، أعلنت عن تأييدها للإجراءات التي اتخذها المجلس العسكري الانتقالي في السودان، وهي الخطوة الأولى التي تتخذها الرياض وأبوظبي تعليقاً على الإطاحة بنظام عمر البشير.

ووسط استمرار التحركات الشعبية المصرة على تسليم زمام السلطة إلى حكومة مدنية، ومع المحاولات التي ينتهجها الفريق عبد الفتاح برهان للتقرب أكثر نحو مطالب الشعب واستمالته خلافاً لما بدأه سلفه عوض بن عوف الذي لم يتسلم السلطة سوى لأقل من 24 ساعة، تأتي الرسائل السعودية الإماراتية للوقوف بجانب “الانتقالي”، في صورة واضحة للإعلان عن تخليهما عن البشير ووقفهما مع حكم العسكر ضد الشعب.

ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس” بياناً رسمياً يؤكد “تأييد المملكة لما ارتآه الشعب السوداني حيال مستقبله، وما اتخذه المجلس العسكري الانتقالي من إجراءات تصب في مصلحة الشعب السوداني”، مضيفاً “الملك سلمان أصدر توجيهات بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية تشمل المشتقات النفطية والقمح والأدوية”، إلا البيان لم يوضح حجم أو قيمة هذه المساعدات، كما لم يحدد موعد إرسالها إلى السودان.

بدورها، أعلنت وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” عن “ترحيب” أبوظبي بتعيين البرهان عبد الرحمن رئيساً جديداً لـ “الانتقالي”، كاشفة عن “مباحثات” بين السلطات الإماراتية والبرهان عبد الرحمن تحت عنوان “بحث مجالات المساعدة للشعب السوداني”. ويأتي الدعم الاماراتي في وقت كشفت فيه مصادر إعلامية عن الدور الذي لعبه البرهان في العدوان على اليمن، وفي تسييره بما يتوافق ومتطلبات الإمارات، حيث يوصف بأنه رجلها الأول.

ويأتي موقف الرياض وأبوظبي والمنامة في ظل رفض المعارضة السودانية لخطوات “الانتقال”، حيث طالبت قوى “إعلان الحرية والتغيير” بحكومة انتقالية مدنية تدير المرحلة الانتقالية وتنفّذ المهام الانتقالية، بالإضافة إلى اعتقال والتحفظ على كل قيادات جهاز الأمن والاستخبارات التي أعطت الأوامر على مدى 30 عاماً، على أن يقدَّموا إلى محاكمات عادلة وفقاً للدستور.