الأردن / نبأ – بعد كلام الملك الأردني، عبد الله الثاني، عن خطر تنظيم داعش في المنطقة والحرب الدائرة بين الارهاب والتطرف، تطفو على السطح لدى محللين مخاوف من خطر هذا التنظيم على الأردن، والذي باتت حدوده على رمية بَصَر لمناطق سيطرة ما يسمى بدولة الخلافة.
ومن المعروف أن لأمن الأردن خصوصية جيوسياسية تجعله متشابكا مع الأمن القومي للكيان الاسرائيلي.
في تل أبيب، استمر مطولا استبعاد تشكيل داعش عن أن يكون خطرا على الكيان العبري على الأقل في هذه المرحلة، بل ووصل الأمر لدى الخبراء الاسرائيليين الى التغني بمشهد التمزق والدماء والحروب التي تفتك بمحيط اسرائيل، وتمنى بعضهم أن تصل داعش الى بغداد لتتدخل ايران عسكريا بصورة مباشرة في هذه الحرب.
لكن وبعد اقتراب داعش من الأردن وتنامي الهواجس مما يمكن أن يُقدم عليه هذا التنظيم الارهابي ، يكشف معلّق عسكري في موقع والاه الاسرائيلي عن مخاوف لدى المؤسسة الأمنية الاسرائيلية من احتمال تسرب داعش الى الأردن .
لطالما اعتبر الاسرائيليون الأردن بمثابة الجدار الحامي لأمنهم، وذلك بفضل التعاون الوثيق بين الكيان الاسرائيلي والمؤسسة الاستخبارية القوية للأردن ونظامه السياسي، الذي يقيم تحالفا متينا مع القبائل هناك .
يتبدل استشراف المشهد لجميع الأطراف، خاصة بعد الاشارات القادمة من التحالف الدولي نحو الأردن، حيث يكشف مصدر أردني لإحدى الصحف العربية عن حديث يجري حول خطط تتم دراستها لحرب برية مفترضة ضد تنظيم داعش، ويقول المصدر أن القيادة الأردنية تحاول النأي بنفسها عن دور ما في الحرب البرية، بينما قد يقتصر دور الأردن على المشاركة بقوات خاصة، تُنفّذ عمليات خاطفة ضد معاقل تنظيم داعش.
ليس بعيداً عن ذلك، فإن العلاقة الإستراتيجية التي تربط عمَّان بالرياض، تجعل سياسة الأخيرة الموجَّهة ضد تنظيم داعش في وضعيّة التنسيق الدائم مع الأردن، لاسيما وأن رموزاً تكفيريين انطلقوا من الأردن، وظهرت في الفترة الأخيرة في عدة مناطق أردنيّة فعّاليات مؤيدة لداعش ما يُمكن اعتبارها بيئة حاضنة للتنظيم، وهي البيئة التي يمكن أن تتطوّر لاحقاً إلى منطلقٍ جديد لتصدير دواعش جُدد، أو خلْق إطار أيديولوجي وشعبي لاستلام المهام التفجيريّة التي عُرِف عنها التنظيم والجهات الظاهرة والخفية التي تمدّه بعوامل البقاء والاستمرار.