السعودية / نبأ – وضع الأمير السعودي ورجل الأعمال الوليد بن طلال النقاط على الحروف، بحسب ما يقول العارفون. فبعد إنتقاداته العلنية لوزير نفط بلاده، وسياسة المملكة تجاه إنخفاض أسعار النفط ,أكد الوليد أن المملكة تتحمل مسؤولية نمو تنظيم داعش الذي وصفه بالوباء.
الوليد اعتبر في لقاء تلفزيوني مع قناة السي ن ن الأمريكية أن السعودية وعدداً من الدول الخليجية دعمت الجماعات التي عملت على إطاحة النظام السوري في بدايات الحرب منذ ثلاث سنوات إلا أن المحصلة كانت في ظهور وتنامي داعش، بوصفه أبشع التنظيمات الإرهابية الحالية.
وحول الدعم المالي الذي يوفره أشخاص سعوديون للجماعات المسلحة في سوريا أكد الأمير السعودي أن عناصر في المملكة تدعم المتطرفين في سوريا معتبرا أن هناك ضعفا في محاسبتهم داخل المملكة والخليج.
وأشار الوليد إلى أن المملكة فعّلت عدة قوانين تجرِّم المشاركة مع الجماعات المتطرفة، وهي القوانين التي يراها مراقبون غير مجدية، ولم تفلح في إيقاف تدفّق المقاتلين من السعودية إلى مناطق القتال.
وإجابة عن سؤال فيما إذا كان يعتقد أن خطوات المملكة في مواجهة الإرهاب جاءت متأخرة، قال الوليد بأن القيام بالأمر الجيد في وقت متأخر أفضل من عدم القيام به أبدا، على حدّ تعبيره. الوليد رأى أن التحالف ضد تنظيم داعش مهمٌ للغاية، ويجب التركيز على إزالة هذا التنظيم واقتلاعه من جذوره، بحسب قوله.
إلا أن الأمير اعتبر أن الغارات التي يقوم بها التحالف هي إجراء أولي فقط، وأن الجهود ستستمر لسنوات طويلة، ذاهبا إلى أن القرار الأخير سيحتّم نشر قوات برية على الأرض، قد تكون عراقية أو سورية أو تركية، كما قال.
أما عن مشاركة القوات السعودية، فتهرّب الوليد عن الحديث في هذا الموضوع، إلا انه اعتبر أنه من الممكن اللجوء إلى هذه المشاركة في النهاية.
الوليد الذي يُنظر إليه باعتباره من أثرى الأثرياء، ويملك العديد من الاستثمارات في العالم، وجّه رسالة إلى المواطنين في السعودية وهي قوله تعالى: “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، في رسالة إلى أن المشكلة السعودية تكمن في الداخل، داعياً المواطنين إلى استذكار كل المجازر التي ارتكبها تنظيم داعش لتكون درسا يغير من خلاله الناس نظرتهم للأمور، وفق ما قال الوليد الذي شدّد على أن المشكلة اليوم تكمن في الإسلام السياسي الذي يتدخل في كلّ الشؤون، مع العلم بأن النظام السعودي يُعتبر من أشهر الأنظمة التي تقوم على توظيف الرؤية المذهبية المسيسة في كلّ الأمور.