السودان / نبأ – ذكرت صحيفةُ “فايننشال تايمز” البريطانيةُ أنَّ “دور السعودية والامارات يُهدد بالحيلولة دون العودة إلى الحكم المدنيِّ في السودان، من خلال الدعم الاقتصادي منهما للمجلسِ العسكريّ الانتقالي”.
وأكدَت الصحيفةُ، في تقرير لمراسلَيْها من الخرطوم، أنَّ “المعارضةَ السودانيةَ حشدت مظاهرات ضخمةً”، يوم الخميس 25 أبريل / نيسان 2019، “للمطالبة بتسليمِ الحكم إلى إدارة مدنية، ولكنّ الدعم الماديَّ من السعودية والإمارات، الذي تعهَّدت به الدولتانِ بعد 9 أيام من الإطاحة بالرئيس عمر البشير، خفَّف الضغطَ على المجلسِ العسكريِّ الانتقالي، لكنها أغضبت السودانيين المعادين لأي دعم أجنبي للحكومة العسكرية المؤقتة”.
وبحسب “فايننشال تايمز”، فإنَّ رئيس المجلسِ العسكري السوداني، عبد الفتاح البرهان، “أدّى دوراً رئيسياً في نشرِ القوات السودانيةِ في اليمن خلال عام 2015”.
وبعدما أشارت إلى استمرار المطالبة الشعبية بالتسليم الفوري لإدارة مدنية، اعتبرت أن “المساعدة من الدولتين الخليجيتين مهدت الطريق لمعركة ثانية بين الجيش والشعب”.
ونقلت الصحيفة عن سفيرة بريطانيا في الخرطوم روزاليندا مارسدن، قولها إن “أبو ظبي والرياض أوضحتا خلال الأيام القليلة الماضية أنهما تدعمان المجلس العسكري الانتقالي”.
وأعربت السفيرة عن اعتقادها في أن “هذا الدعم كان مدفوعاً بشكل أساسي بالحاجة إلى ضمان بقاء القوات البرية السودانية في حرب اليمن، الأمر الذي سارع المجلس إلى ضمان تأكيده”، وفق ما نشرم موقع “الجزيرة” الإلكتروني.
ونسب تقرير الصحيفة إلى المدِّرس المشارك في المظاهرات أمين محمد قوله إن “هناك ثلاث قوى تمنع الانتقال إلى حكم مدني في السودان، وهي السعودية والإمارات ومصر”.
وأوضحت “فاينتنشال تايمز” أن مصر المجاورة ليست متورطة بحرب اليمن، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسي -الضابط السابق بالجيش الذي تولى السلطة في انقلاب مدعوم شعبياً في عام 2013، ساهم خلال اليومين الماضيين في محاولة لتمديد موعد نهائي من الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان في الاتحاد من 15 يوماً إلى ثلاثة أشهر:”.
وطبقاً للتقرير، “لا تزال هناك شكوك حول التزام الجيش بعملية الانتقال”، إذ تشير السفيرة البريطانية في الخرطوم إلى أن “هناك خطراً من أن يشجع تمديد الموعد النهائي المجلس الانتقالي على إبطاء عملية الانتقال”، ودعت إلى “مواصلة الاتحاد الأفريقي، مع الحكومات الغربية، ممارسة ضغوط قوية على المجلس للموافقة على انتقال سريع”.
وتتواصل في السودان المظاهرات الكبيرة بقيادة إعلان “قوى الحرية والتغيير”، الذي طالب بتسليم السلطة وإعلان حكومة انتقالية ثورية، في حين شكل الجيش السوداني الذي أطاح بنظام البشير مجلساً عسكرياً انتقالياً، وحدد مدة حكمه بعامين، وسط محاولات للتوصل إلى تفاهم مع أحزاب وقوى المعارضة بشأن إدارة المرحلة المقبلة لم تفلح حتى الآن في الاتفاق على حكومة جديدة، وفق “الجزيرة”.