الرئيس الأميركي، دونالد ترامب (الأناضول)

“نيويورك تايمز”: ترامب يكذب بشأن مصالح الولايات المتحدة مع السعودية

الولايات المتحدة / نبأ – قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، يوم الاثنين 29 أبريل / نيسان 2019، إن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستوى التعاون بين الولايات المتحدة والسعودية “لا تتطابق مع الواقع وتستند إلى تقييمات خاطئة”.

وأشارت الصحيفة، في تقرير، إلى أن “ترامب في التصريحات التي أدلى بها السبت الماضي أمام تجمع من مؤيديه في ولاية ويسكونسين تطرق إلى السعودية، حليفة واشنطن الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وكأنها دولة أخرى تعرض على الولايات المتحدة “صفقة سيئة”.

وأعربت الصحيفة عن شكوكها في رواية ترامب حول اتصاله الهاتفي بالملك سلمان بن عبد العزيز، يوم 4 أكتوبر / تشرين الأول 2018، حيث شكا من خسائر هائلة تتكبدها الولايات المتحدة في الدفاع عن السعودية التي “تملك كثيراً من المال”، مضيفة “من غير المرجح أن تلك المكالمة قد تمت في الواقع كما يتحدث عنها ترامب، لكن على أي حال يبدو أن الرئيس قدّم رؤية خاطئة عن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية”.

وذكرت “نيويورك تايمز” أن “التعاون بين واشنطن والرياض في المجال العسكري استند لوقت طويل إلى معادلة بسيطة: الولايات المتحدة تشتري النفط السعودي، مقابل اقتناء الرياض أسلحة ومعدات عسكرية أميركية، وذلك إضافة إلى أن واشنطن ستساعد الرياض في الدفاع عن نفسها في حال تعرضها لهجوم خارجي”.

واعتبر المحلل السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” بروس ريديل أن إعلان ترامب خلال زيارته السعودية في مايو / أيار 2017، عن إبرام عقود عسكرية بقيمة 110 مليارات دولار مع المملكة، “لا يتوافق مع الواقع”، موضحاً “الحديث لا يدور إلا عن حزمة من مذكرات التفاهم المتعلقة بمشاريع مستقبلية وصفقات سابقة مبرمة إبان عهد الرئيس باراك أوباما حيث اشترت الرياض أسلحة أميركية بقيمة 112 مليار دولار”.

ولفتت الصحيفة إلى أن “صفقة عسكرية كبيرة واحدة فقط أبرمت بين الدولتين خلال عامين مرا منذ إعلان ترامب، وهي صفقة بقيمة 2.4 مليار دولار مع شركة “لوكهيد مارتن” أعلن عنها البنتاغون الشهر الحالي، وتتعلق بمنظومة صاروخية دفاعية جديدة، ومن المتوقع أن تدفع المملكة بموجبها 1.5 مليار دولار، بحسب تقرير لوكالة “رويترز”.

وفيما يتعلق بالروابط الاقتصادية بين البلدين، “تعد السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في المنطقة، لكن على الرغم من العلاقات الوطيدة بين الدولتين ليست هناك معلومات رسمية تثبت تصريحات ترامب حول شراء السعودية منتجات أميركية بقيمة 450 مليار دولار، ولاسيما في ظل رفض البيت الأبيض توضيح كيفية حساب ترامب هذا الرقم”، وفق ما نقل موقع “روسيا اليوم” عن الصحيفة.

وأكدت الصحيفة أن مبيعات السلع والخدمات الأميركية للسعودية عام 2018 تقدر إجمالاً بنحو 22.3 مليار دولار، بحسب بيانات مكتب التحاليل الاقتصادية التابع لوزارة التجارة الأميركية، مقارنة بـ 25.4 مليار دولار مبيعات للدولة الخليجية في عام 2017.

وبحسب “نيويورك تايمز”، “من المتوقع أن ينسف رفع مستوى إنتاج النفط في الولايات المتحدة في آفاق بعيدة العلاقات الاقتصادية بين واشنطن والرياض، لكون الأخيرة أحد أكبر اللاعبين في سوق النفط العالمية”، موضحة “واشنطن ليست مهتمة اليوم باستيراد كثير من منتجات المملكة سوى “الذهب الأسود”.