سوريا / فوكاتيف – قابلت فوكاتيف حصرياً واحداً من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) المحتجزين من قبل الجيش السوري الحر، ووجهت له الأسئلة حول تلاعب التنظيم بالمجندين، وكيف خانته داعش.
وفي غرفة المعيشة في منزل الشيخ حسام الأطرش، وهو قائد لواء جيش المجاهدين في الجيش السوري الحر، تم إجراء المقابلة مع مجند داعش السابق، وهو سعودي الجنسية، تحت ضوء بعض المصابيح التي تعمل بواسطة بطارية سيارة. حيث كان التيار الكهربائي مقطوعاً في الريف الغربي من حلب، سوريا، كما هو الحال عادة منذ بدء الحرب الأهلية.
وعند مقابلتنا للشيخ الأطرش سألناه عما إذا كان لديه أي سجناء من تنظيم داعش الآن؟ فأجاب: “نعم”. وعندما طلبنا منه مقابلة واحداً منهم، قال: “طبعاً. هذا ممكن جداً. ليس لدينا ما نخفيه”.
وفي صباح اليوم التالي، توجهنا إلى واحدة من قواعد اللواء، وكانت عبارة عن قصر كبير تخلى عنه أحد سكان حلب الأثرياء في بداية الحرب. وقام مقاتل من الجيش السوري الحر يحمل سلاح AK-47 باقتياد السجين الشاب إلينا، وبدا هذا الشاب وكأنه أحد محبي بروكلين وليس جهادياً مقاتلاً. وكان خجولاً، ومتململاً، بينما كنا نستعد لبدء تصوير المقابلة.
ولم يسمح لنا مقاتلو الجيش السوري الحر ببدء التصوير حتى تمت تغطية وجه السجين، وكذلك لم يعطينا السجين سوى اسمه المستعار فقط، وهو “أبو عبد الله”. قيل لنا إنه من المملكة العربية السعودية، وبدأ أبو عبد الله يروي لنا قصته.
قال إنه جاء إلى أنطاكية في تركيا ليلاً، وهناك التقى بعضو من داعش، قام بتهريبه في الصباح عبر الحدود إلى سوريا. وبعدها، أمضى أبو عبد الله 30 يوماً في معسكر التدريب، ومن ثم قضى وقتاً في محافظة الرقة وهي المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.
وقال أبو عبد الله في بداية المقابلة إنه جاء للقتال في سبيل الله ومن أجل الحصول على الشهادة، ورداً على الجرائم التي ارتكبت بحق الإسلام. وأكد مقاتل داعش السابق أيضاً على أنه، وفي معسكر التدريب، يقوم التنظيم بتغذية المجندين بأفكار من قبيل: “لا تثق بأي شخص سوري، لا تثق بهذا، ولا تثق بذاك…”.
وتحدث أبو عبد الله أيضاً عن المقاتلين الأجانب في صفوف داعش، وقال إن هناك الكثير من السعوديين والتونسيين والليبيين والأوروبيين في صفوف التنظيم. وفيما يخص الأمريكيين، ادعى وبشكل مثير للصدمة أن ما يفوق نصف عدد الأمريكيين في صفوف داعش هم من النساء. ورداً على سؤال حول ما إذا كن أمريكيات من أصول عربية أم لا، قال أبو عبد الله: “هن أمريكيات أصليات أباً عن جد”. ولكنه أضاف أن هناك أمريكيات من أصول عربية أيضاً في التنظيم، وأن السبب في التحاقهن بداعش هو حلمهن بإقامة الدولة الإسلامية، وكذلك للزواج من مقاتلي التنظيم.
وفيما يخص المقاتلين السعوديين والأوروبيين والأمريكيين في صفوف داعش أيضاً، فقد أكد أبو عبد الله على أن 75 في المئة من هؤلاء لديهم الكثير من المال والسلاح. وقال إن داعش تدفع 100 دولار شهرياً لكل مقاتل، ولكنه هو نفسه كان يصرف خمسة أضعاف هذا المبلغ، وأن بعض المقاتلين أنفقوا حوالي 11 ألف دولار من آجل الوصول إلى سوريا والقتال هناك.
وكانت المحطة النهائية لأبي عبد الله كمقاتل مع داعش في الريف الغربي من حلب. حيث تمّ إلقاء القبض عليه في معركة بين التنظيم وجيش المجاهدين. وعندما تحدث مع مقاتلي الجيش السوري الحر، أدرك أبو عبد الله أن داعش كانت قد أرسلته أساساً في مهمة انتحارية، وقال: “عرفت أني كنت ضحية”.
وعن سؤاله عن مشاعره نحو أمريكا الآن، قال الرجل السعودي: “لدي الكثير من الأقارب الذين يدرسون في أمريكا”. وأضاف: “بعضهم عاشوا هناك لثماني سنوات. ليس لدي مشكلة مع الشعب الأمريكي. مشكلتي هي مع السياسة الأميركية … لأنها ارتكبت بعض الاخطاء”.