الشيخ النمر كان حالة، فتحوّل بعد الحكم الجائر عليه الى قضية، وفي حال ارتكب النظام حماقة فسوف يصبح مشروعاً، وحينئذ لا يعود الحديث عن خيارات فقد فرض النظام على نفسه وعلى الناس خياراً واحداً وتلك بداية مرحلة لا يعود فيها الحديث عن دولة وشعب، أو حاكم ومحكوم..
النزوع المنفلت لدى أهل الحكم نحو الوصول الى الحافات القصوى في العلاقة مع المكوّنات السكانية يهدم جسور التواصل ويعمّق الفجوة التي هي في الأصل قائمة نتيجة إصرار أهل الحكم على تجاهل مطالب الناس المشروعة..
المشهد أمامنا بات واضحاً.. تسير قافلة الدولة على غير هدى، وباتت المواقف الانفعالية سيدة الأداء اليومي لأهل الحكم، فلا رشيد يدّلهم على الصواب، ولا حكيم يجنبّهم الوقوع في الهاوية، وهاهو الكيان يتفكّك بهدوء، وها هي المخاطر تتربّص به من كل زواياه، فيما يعيش أهل الحكم أوهام المستبدّين بأن الشعب معهم ومن ورائهم..ولكن هذا الشعب الذي لُدِغَ من جحر السلطة عشرات المرات لم يعد يعنيه من يحكم ولكن كيف يحكم، ولا عزاء لأصحاب الدماء الزرقاء..