السعودية / نبأ – عاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الحديث عن عزمه طرح أسهم في شركة “أرامكو” النفطية السعودية العملاقة علبى الاكتتاب العام، مؤكداً أن ذلك سيحدث “في الوقت المناسب”.
وقال ابن سلمان، لصحيفة “الشرق الاوسط” السعودية، يوم الأحد 16 يونيو / حزيران 2019: “نحن ملتزمون بالطرح الأولي العام لـ “أرامكو” السعودية، وفق الظروف الملائمة وفي الوقت المناسب”، مضيفاً “أتوقع أن يكون ذلك بين عام 2020 وبداية عام 2021”.
وقال: “تم إنجاز كثير من العمل بنجاح” في إطار التحضير للاكتتاب العام، مشيراً إلى ان “الإطار الزمني للطرح سيعتمد على عوامل عدة منها: مناسبة أوضاع السوق لتنفيذ عملية الطرح نظراً لضخامة الطرح الأولي العام (…) وكذلك عملية استحواذ “أرامكو” على حصة صندوق الاستثمارات في سابك”، الشركة السعودية البتروكيماويات.
وتعتبر خطة طرح 5 في المئة من “أرامكو” للاكتتاب التي يتوقع أن تكون أكبر عملية طرح أسهم في العالم، حجر الزاوية لبرنامج ولي العهد السعودية المعروف باسم “رؤية 2030” التي طرحها في أبريل / نيسان 2016، من أجل إيجاد “تحول” في اقتصاد السعودية.
وكانت “أرامكو” قد دخلت في مفاوضات تمهيدية لشراء كامل حصة صندوق الاستثمارات العامة الذي يترأّسه ولي العهد، في شركة البتروكيماويات السعودية “سابك” في صفقة تقدّر قيمتها بأكثر من 70 مليار دولار.
وتمهيداً لعملية الطرح في سوق مالية لم تحدّد بعد، قال ابن سلمان، في المقابلة ذاتها، إن المملكة عيّنت مجلس إدارة جديد للشركة، وقامت بـ “التدقيق المستقل في احتياطات المملكة البترولية وإعلانها رسميا للمرة الأولى، وكذلك قوائمها المالية المدققة”.
وكانت “أرامكو” حقّقت أرباحاً بقيمة 224 مليار دولار في عام 2018، انخفضت إلى 111,1 مليار دولار بعد اقتطاع الضرائب، ما جعلها أكثر شركات العالم تحقيقاً للأرباح في عام 2018.
وفتحت “أرامكو” دفاتر حساباتها للمرة الأولى منذ تأميمها قبل 40 عاماً، لوكالتي “فيتش” و”موديز” الدوليتين للتصنيف الائتماني.
وتقدّر “أرامكو” احتياطات النفط المثبتة بـ 227 مليار برميل واحتياطاتها من الهيدروكربون بـ257 مليار برميل من المكافىء النفطي، ما يكفي لأكثر من نصف قرن، وهو مستوى عال ومريح بحسب “فيتش”.
وأكثر من مرة، تحدث ولي العهد السعودي عن عزمه طرح “أرامكو” على الاكتتاب، وواجه عقبة كبيرة حينما ألغى الملك سلمان بن عبد العزيز خطة طرح أسهم الشركة في البورصة الدولية وتنحية نجله ولي العهد عن ملف إدارتها، خلال أغسطس / آب 2018.
وقال مصدر، طلب الحفاظ على سرية هويته، لـ “رويترز”، إن القرار جاء بعد أن التقى الملك السعودي بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبارأً في قطاع النفط، من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة “أرامكو”. ودارت تلك المشاورات خلال شهر رمضان الذي انتهى في منتصف يونيو / حزيران 2018. وقالت المصادر إن الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح الأولي لن يكون في مصلحة المملكة، بل إنه قد يؤثر سلباً عليهاً. وذكرت المصادر أن “الهاجس الرئيسي لدى هذه الشخصيات تمثل في أن الطرح العام الأولي سيدفع “أرامكو” إلى الإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية”.
المصدر: “فرانس 24”