فلسطين المحتلة / نبأ – قال محلّل الشؤون العربية وشؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” العبرية، تسفي بارئيل، إن “التقدير الإسرائيلي للانسحاب الإماراتي من اليمن جاء لخشيتها من تحولها لهدف أميركي، مما جعلها تفاجئ شركاءها في التحالف”.
وأضاف بارئيل، في مقال نشرته الصحيفة يوم الجمعة 12 يوليو / تموز 2019: “قرار الإمارات بسحب قواتها من اليمن، وإعادة انتشارها لتؤكد التسريبات التي تتحدث عن خلافاتها المستمرة مع السعودية، وتزيد من درجة التوتر بين شركاء التحالف، ما يجعل الهدف الأميركي السعودي باستئصال سلطة أنصار الله في اليمن أبعد من أي وقت مضى”.
وذكر بارئيل، وفق موقع “عربي 21” الإلكتروني، إنه “مع إقامة التحالف العربي لمحاربة أنصار الله في اليمن، وقفت على رأسه السعودية والإمارات، وبجانبهما جاءت السودان ومصر بقوات رمزية للساحة اليمنية، لكن بعد وقت قصير أوقفت القاهرة تدخلها الميداني هناك، واكتفت بدورها الاستشاري ليس أكثر، فيما حصرت باكستان عضويتها في التحالف بضغط السعودية على مشاركة جوية، وليس برية”.
وأشار بارئيل إلى أن “الخلافات الاستراتيجية أخذت في الظهور رويدا رويدا بين الحليفين الأكبر والأهم: السعودية والإمارات، ففي ما تريد المملكة أن تركز عمليات التحالف في منطقة شمال اليمن، حيث تأتي منها هجمات أنصار الله في استهداف مطاراتها في أبها وجيزان، لكن الإمارات تعطي أهمية قتالية لجنوب اليمن، خاصة ميناء عدن”.
وبحسب بارئيل، الذي أصدر مذكراته الصحافية في كتاب يلخص زياراته في دول المنطقة مثل مصر، الأردن، تونس، المغرب، تركيا، العراق، فإن “القوات المأمورة من (ولي عهد أبو ظبي محمد) بن زايد تدعم الميليشيات الجنوبية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، لأن المخطط الاماراتي يكمن في التطلع لإنشاء دولة يمنية في الجنوب برعايتهم الكاملة، لتأمين سيطرتهم المحكمة على بوابات تجارة النفط العالمية في البحر الأحمر، حيث تمر فيه يوميا 4 ملايين برميل نفط، ما يتعارض مع التطلعات السعودية من التدخل في اليمن”.
وأوضح أن “إعلان الإمارات سحب قواتها من اليمن، يعني انسحابا من المعركة الجارية هناك، وترك السعودية لوحدها تخوض هذه المواجهة، ما يعني أن ابن زايد أصابه الملل من استمرار معركة طال أمدها، قد تهدد استقرار بلاده، لأن شركاءه من حكام باقي الإمارات السبعة يضغطون عليه للخروج من اليمن، على خلفية استمرار التوتر بين السعودية والولايات المتحدة مع إيران، وإمكانية تحول الامارات هدفاً لهجمات عسكرية ايرانية”.
ووفق بارئيل، المحاضر في الكلية الأكاديمية “سافير” و”جامعة بن غوريون”، فإن هناك “اعتباراً سياسياً يقف خلف القرار العسكري الإماراتي بالانسحاب من اليمن، فالإماراتيون لا يريدون أن يكونوا مرتبطين عضوياً بالسعودية في كل ملفاتها ومشاكلها، حيث تقف المملكة في قلب الجدل السياسي الأميركي، خاصة الخلاف بين البيت الأبيض والرئيس (دونالد) ترامب مع الكونغرس حول بيع صفقات سلاح للسعودية”.
وأضاف “هناك مطالب أميركية على الرئيس ترامب بفرض عقوبات على السعودية، بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، ومسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن قتل الصحافي جمال خاشقجي، وبسبب الحرب في اليمن التي أسفرت عن كارثة إنسانية كبيرة”.
وختم برارئيل مقاله بالقول إن “كل هذه الأسباب والعوامل جعلت الإمارات تعرب عن خشيتها من أن تشملها العقوبات الأمريكية بسبب تورطها في حرب اليمن، ولذلك فضلت الانسحاب منها، وتفضل أن تظهر حرب اليمن على أنها معركة (ولي العهد السعودي محمد) بن سلمان الشخصية فقط”.