السعودية / نبأ – سلطت صحيفة “فايننشال تايمز” الضوء في تقرير على التحركات الاقتصادية الأخيرة في السعودية، وخاصة فيما يتعلق بالتغييرات القيادية وتداعيات الطرح العام الأول لشركة “أرامكو” النفطية العملاقة.
وأوضح التقرير أن السعودية استبعدت وزير الطاقة خالد الفالح من منصب رئيس مجلس إدارة “أرامكو”، واستبدلته بياسر الرميان، رئيس صندوق الاستثمار العامة، أي صندوق الثروة السيادي في البلاد، وذلك قبل الإدارج المخطط لسوق الأوراق المالية، وأشارت الصحيفة إلى أن تعيين الرميان، وهو حليف مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يأتي في وقت بهتت فيه صورة الفالح، رئيس مجلس الإدارة لـ “أرامكو” منذ عام 2015.
واحتفظ الفالح بدوره الرسمي في الاشراف على سياسة إنتاج النفط في المملكة، ولكن تم تجريده في الأسبوع الماضي من نصف حقيبته الوزارية، حيث تم إنشاء وزارة جديدة للصناعة والتعدين، وقد تمنى فالح النجاح للرميان في دوره الجديد، قائلاً إنها خطوة مهمة لإعداد الشركة لطرح عام أولي.
البنوك الدولية، كانت في انتظار فيما يتوقع أن يكون أكبر طرح عام أولي في العالم، ولكن السعودية قالت إنها تود المضي قدماً بالمشروع في عام 2020 أو 2021، ولاحظت الصحيفة أنه تم تأجيل الإدراج في عام 2018 وسط مخاوف بشأن المخاطر القانونية، والشكوك حول ما إذا كان سيتحقق التقييم، الذي تم تقديره بقيمة تريليوني دولار، وهو الرقم الذي طلبه ولي العهد.
وجاء في التقرير أن الرميان، وهو عضو في مجلس إدارة “أرامكو”، قد اكتسب نفوذه ومكانته في السنوات الأخيرة كرئيس لصندوق الاستثمار العام في البلاد، الأداة الرئيسية التي سعى ابن سلمان من خلالها إلى تنويع اقتصاد المملكة بعيداً عن النفط.
وقد حاول صندوق الاستثمار العامة تمويل الاصلاحات المحلية من خلال الاستثمارات الدولية، التي شملت شركة “أوبر” وشركة صناعة السيارات الكهربائية “تيسلا”.
وعلى الرغم من دعمه العلني للاكتتاب العام في “أرامكو”، الا أن الفالح حذر في المجالس الخاصة من سلبيات ذلك. وقالت “فايننشال تايمز” إنها حصلت على تعليقات الفالح، إضافة إلى تحذيراته من مخاطر الاستمرار في التعويم نظراً إلى الضعف الاقتصادي العالمي.
وكانت هناك مناقشات في الأشهر الأخيرة حول تغيير رئيس “أرامكو” للمساعدة في ملف فصل الحكومة عن الشركة وتحسين الحكم قبل الاكتتاب العام، وكجزء من هذه الحملة، تم التدقيق في استخدامات وزارة الطاقة لأموال الشركة، بما في ذلك نفقات الفالح نفسه، من الإقامة في الأجنحة الفندقية الفاخرة إلى استخدام الطائرة الخاصة التابعة للشركة، وفق ما نقا موقع “القدس العربي” الإلكتروني عن “فايننشال تايمز”.
ويقع تعويم “أرامكو” السعودية، وفقاً للصحيفة، في صميم الإصلاحات الإقتصادية، مع عائدات الاكتتاب المتوقع أن تدخل في قطاعات جديدة من شأنها أن تولد إيرادات عندما يضعف الطلب على النفط في العقود المقبلة.