فلسطين المحتلة / نبأ – حذرت ورقة تقدير موقف صادرة عن “مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي” من أن الخلاف السعودي الإماراتي بشأن اليمن “سيمس بمصالح كل من إسرائيل والولايات المتحدة”.
وأشارت الورقة، التي تضمنتها دورية “مباط عال”، ونشرها المركز على موقعه الإلكتروني يوم الخميس 5 أيلول / سبتمبر 2019، إلى أن الخلاف السعودي الإماراتي “يمس بالجهود الهادفة إلى مواجهة إيران في المنطقة”.
وبحسب الورقة، التي أعدها كل من يوئيل جوزنسكي، مدير قسم دراسات الخليج في المركز، والباحثين عنبال لبطون وآري هيستين، فإن “تفكك التحالف السعودي الإماراتي في اليمن يمكن أن يساهم في تمكين الحوثيين (أنصار الله) من العمل بحرية ضد حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، ما يزيد من فرص المس بالمصالح الأميركية والإسرائيلية”.
وأشارت إلى أن “الإمارات تعمل جاهدة من أجل ضمان انفصال جنوب اليمن خدمة لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، ولا سيما سعي أبوظبي للاستفادة من موانئ جنوب اليمن في تعزيز قدرة موانئها التنافسية، إلى جانب توظيفها في الوصول إلى أسواق أفريقية”.
ووفق الدراسة، فإن “التأثير الطاغي على جنوب اليمن بعد انفصاله يمنح الإمارات القدرة على إدارة سياسة خارجية لا تأخذ بالاعتبار تداعيات الصراع بين السعودية وإيران”، مبرزة أن “الإمارات حرصت بشكل خاص على توفير الدعم العسكري واللوجستي والمالي لمليشيات الحزام الأمني، التابعة للمجلس الانتقالي، الذي يطالب بانفصال الجنوب”.
وأضافت “الإمارات لا تعتمد فقط في خدمة مصالحها على الانفصاليين، الذين يمثلهم المجلس الانتقالي وتشكيلات الحزام الأمني، بل أيضا على مرتزقة من الصومال وكولومبيا”.
وفي المقابل، أشارت الدراسة، وفق موقع “العهد” الإلكتروني، إلى أنه “ليس من مصلحة السعودية انفصال الجنوب (اليمني)، على اعتبار أن هذا الواقع يعني انفراد الحوثيين (أنصار الله) بالسيطرة على الشمال، ما يعزز من قدرة إيران على مواصلة التأثير على الواقع الأمني والاستراتيجي في المنطقة، وتحديدا في السعودية”.
ولفتت إلى أن مواصلة الحوثيين (أنصار الله) استهداف العمق السعودي بالصواريخ والطائرات المسيرة “يدلل على أن المخاطر على أمن المملكة واستقرارها ستتعاظم في حال استتب حكمهم”.
وأوضح معدو الدراسة أن “السعودية لم يعد لديها الكثير من روافع الضغط التي يمكن أن تستخدمها في مواجهة الحوثيين (أنصار الله) “، مشيرين إلى أن السعودية التي تحاول “النزول من على السلم” يمكن أن تبدي مرونة وتوافقاً على بدء مفاوضات مع الحوثيين (أنصار الله)”.
وأكد الباحثون أن “الحوثيين (أنصار الله) باتوا يستمدون الدعم من تفكك التحالف العربي، إلى جانب أنهم عمدوا إلى تعزيز علاقتهم بإيران ومنحها بعدا سياسياً علنياً عبر تعيين سفير لهم في طهران”.
ولفتوا إلى أن “ما يزيد حرج ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أن الحوثيين (أنصار الله) أثبتوا أن السعودية “نمر من ورق”، مشيرين إلى أن “الأزمة الإنسانية في اليمن فاقمت المأزق السعودي على الصعيد الدولي”.
وطبقاً للورقة، فـ “على الرغم من أن كلا من السعودية والإمارات تحاولان التصرف وكأنه لا يوجد ثمة خلاف بينهما، إلا أنهما تتبنيان مواقف متباينة بشأن مستقبل اليمن”. واستدرك معدو الورقة بالقول إنه “من السابق لأوانه الحكم على مستقبل العلاقة بين محمد بن سلمان وولي العهد الإماراتي محمد بن زايد”، وأوضحوا “من الصعب معرفة ما إذا كان هذا الخلاف سيبقى فقط في إطار الموقف من الأوضاع في اليمن، أو أنه مرشح لأن ينتقل إلى قضايا أخرى”.
وأشارت إلى أن “هناك ما يدفع إلى الافتراض أن التحديات المشتركة تفرض على كل من السعودية والإمارات مواصلة العمل معاً”.