نبأ نت – أجلت السعودية خطة طرح حصة من شركة “أرامكو” النفطية إلى أجل غير مسمى، بتأثير من الهجمات اليمنية على منشأتين نفطيتين في المملكة التي أدت إلى إضرار كبيرة فيهما، وإلى خسارة الشركة حوالي نصف إنتاجها من النفط، وانخفاض قيمتها السوقية.
وقال مصدران مطلعان على خطة اكتتاب “أرامكو” لـ “رويترز” إن الشركة أرجأت الإطلاق المرتقب لطرحها العام الأولي في البورصة السعودية، “على أمل أن تعزز نتائج أعمالها المنتظرة للربع الثالث ثقة المستثمرين”.
وكان من المتوقع أن تعلن “أرامكو” عن خطط خلال الأسبوع المقبل لطرح حصة تتراوح بين واحد واثنين في المئة في البورصة السعودية، فيما كان سيمثل أحد أكبر الطروحات العامة على الإطلاق، بقيمة تصل إلى 20 مليار دولار.
لكن المصدرين اللذين تحدثا يوم الخميس 17 أكتوبر / تشرين أول 2019 لـ “رويترز” بشرط عدم نشر اسميهما، قالا إنه بعد الهجمات اليمنية في 14 أيلول / سبتمبر 2019 على منشأتي بقيق وخريص، في أقصى شرق المملكة، التابعتين لـ “أرامكو”، والتي سببت توقف نصف إنتاجها من الخام “مؤقتاً”، فإن “أكبر مُصدر للنفط في العالم يرغب في طمأنة المستثمرين عبر عرض نتائج أعماله أولا عن تلك الفترة”.
وقال أحد المصدرين لـ “رويترز”: “هم (المسؤولون السعوديون) يريدون عمل كل ما في وسعهم للوصول إلى القيمة المستهدفة. ونتائج قوية بعد الهجوم ستجعلهم في وضع أقوي”، بينما أكد المصدر الثاني “تأجيل الطرح”، وقال إنه “حالياً لم يتم تحديد موعد جديد للإدراج. ولا يعلم أي من المصدرين الموعد المرجح لنشر نتائج الربع الثالث”.
ويأتي هذا الإعلان عن تأجيل الطرح العام الأولي الذي كان مقرراً، أولاً، يوم 24 أيلول / سبتمبر 2019، بسبب هجمات طائرات يمنية مُسيَّرة على منشأتي بقيق وخريص، سببت أضراراً كبيرة فيهما وخسارة الشركة نصف إنتاجها.
ونقلت “رويترز” عن نائب رئيس “أرامكو” لعمليات النفط في المنطقة الجنوبية للمملكة، خالد بريك، قوله إن الهجمات على بقيق، أكبر منشأة عالمياً لمعالجة النفط، “أصابت 5 أبراج” فيها، مشدداً على أن “الإصلاحات لا تزال جارية”.
ورجح موقع “ذا ناشونال إنترست” الأميركي على الإنترنت، مؤخراً، أن لا تتمكن “أرامكو” من استعادة طاقتها الإنتاجية الكاملة في أقل من 8 أشهر، نتيجة استهداف الطيران اليمني المُسيّر لها.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز”، التي أوردت في البداية نبأ إرجاء الطرح العام للشركة، يوم الخميس، عن مصدر قوله إن “الإدراج (الطرح) تأجل لأسابيع”.
ويوجد احتمال أن تبيع “أرامكو” جزءاً من الشركة، ما جعل “وول ستريت” على أحر من الجمر للشراء، منذ أعلن ولي العهد السعودية محمد بن سلمان للمرة الأولى عن الأمر قبل ثلاث سنوات.
لكن رغبته في تقييم الشركة عند تريليوني دولار ظلت دوماً محل تساؤل من جانب خبراء ماليين في القطاع النفطي، الذين أشاروا إلى أن الدول تسرع وتيرة مساع للتحول بعيداً عن الوقود الأحفوري لكبح الاحتباس الحراري، مما يفرض ضغطاً على أسعار النفط ويقوض قيمة حقوق الملكية للمنتجين.
وسبق أن كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن ترجيحات تشي بتوجه ولي العهد السعودي إلى تخفيض قيمة قيمة الطرح العام لجزء من أسهم “أرامكو” إلى 1.5 تريليون دولار فقط، بدلًا من تريليونين، مستبعدة أن يتم تحقيق الطرح العام بناء على الرقم الثاني.
وأوقفت “أرامكو” خططاً لطرح دولي ضخم لنحو 5 في المئة من أسهمها في عام 2018 في ظل جدل بشأن موقع الطرح العالمي، لكن المحادثات استؤنفت في صيف 2019، قبل حدوث الهجوم اليمني على المنشأتين النفطيتين السعوديتين.