الولايات المتحدة / نبأ – قالت مصادر قانونية لشبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأميركية إن منفذ هجوم القاعدة البحرية في فلوريدا السعودي محمد الشمراني “ازداد تديناً”، قاصدة “تطرفاً”، بعد رحلة قام بها إلى السعودية في شهر فبراير / شباط 2019.
وطبقاً للمصادر الأميركية، عكف الشمراني على الخروج بشكل دائم وخلق الصداقات بصحبة ثلاثة من زملائه المتدربين السعوديين، وهو ما توقف عنه إثر عودته إلى الولايات المتحدة من رحلته إلى السعودية في فبراير / شباط 2019.
وأضافت المصادر أن الشمراني قام بدعوة زملائه الثلاثة إلى مسكنه خلال الأسبوع السابق للهجوم وعرض لهم تسجيلات مصورة لعمليات إطلاق نار جماعي.
وأسفرت عملية إطلاق النار التي نفذها الشمراني داخل صف تدريب في قاعدة “بينساكولا” الجوية التابعة لسلاح البحرية في فلوريدا عن مقتل ثلاثة بحارة وإصابة 8 أشخاص، بينهم عنصران في الشرطة واجها المهاجم قبل أن تقتله الشرطة.
والشمراني، وهو ملازم ثان في سلاح الجو السعودي، كان يتلقى تدريبه في قاعدة “بينساكولا” البحرية والجوية قبل أن يقوم بزيارة السعودية لفترة عاد منها “أكثر تقوى”.
وتم اعتقال 6 سعوديين في أعقاب العملية، بينهم ثلاثة شوهدوا وهم يصورون الهجوم بأكمله، بحسب ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلاً عن شخص مطلع على التحقيقات الأولية.
وقال المحققون إنهم لم يصلوا إلى أي استنتاج يشير إلى أن يكون عمل الشمراني إرهابياً حتى الآن.
وعلى الرغم من عدم سماح القانون الأميركي للأجانب بشراء أسلحة إلا أن الشمراني استفاد من ثغره تمكنه من شراء مسدس نظراً لحيازته رخصة للصيد، وفقاً للمصادر القانونية.
وحصلت “إن بي سي” على صورة من منشور للشمراني على موقع “تويتر” قبل الهجوم انتقد فيه المساندة الأمريكية لإسرائيل.
وقال الشمراني في منشوره: “أنا لست ضدكم لأنكم أميركيون. أنا لا أكرهكم بسبب حرياتكم ولكن بسبب المساندة اليومية في تمويل وارتكاب جرائم ليست فقط ضد الإسلام بل ضد الإنسانية”.
وأضاف “ما أراه هو دعم أميركا لإسرائيل (التي) تحتل دولة مسلمة. أرى غزواً للعديد من الدول بواسطة الجنود (الأميركيين). أرى (سجن) غوانتانامو. أرى صواريخ “كروز” وقنابل وطائرات مسيرة”.
“فلسطين والقدس والحضور الأمريكي”
وفي هذا السياق، كتبت كيتا راتز، مديرة موقع “إنتل غروب” على الانترنت الذي يرصد نشاط الجماعات المتطرفة، قائلة: “إن الشمراني أشار إلى دوافع إرهابية للهجوم الذي نفذه، رغم أنه ما كان يدعي الولاء لأي مجموعة، ولكنه استحضر (بحسب ريتا كاتز) ما ردده زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن عندما قال: إن الأمن مصير مشترك، ولن تعرفوا الأمان حتى نعيشه كواقع في فلسطين، وحتى تخرج القوات الامريكية من أرضنا”.
وأشارت ريتا كاتز أيضا إلى أن “موضوع القدس كان حاسماً في تصرف الشمراني”، مبينة أن ثاني “آخر تغريدات المهاجم كانت إعادة لتغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاصة بخطابه، المتعلق بقرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس يوم 6 كانون أول / ديسمبر2017”.
والملاحظ أن حادث إطلاق النار نفذه الشمراني في 06 كانون أول/ديسمبر2019، أي في الذكرى الثانية لنقل السفارة الأميركية إلى القدس. وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا في وقت سابق إنهم يحققون في إمكانية صلة الهجوم بالإرهاب.
المصدر: “أورو نيوز”