أصدرت حركة خلاص بيانًا بمناسبة الذكرى التاسعة لإنتفاضة الكرامة المجيدة في الأحساء والقطيف 2011، أكدت فيه على حق الشعب المطالبة بالحرية والعدالة والتصدي للظلم والطغيان الذي يمارسه النظام السعودي بحق المواطنين وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان حركة خلاص في الذكرى التاسعة لإنتفاضة الكرامة المجيدة في الأحساء والقطيف (٢٠١١)
تمرّ الذكرى التاسعة لانتفاضة الكرامة المجيدة في الأحساء والقطيف، وملحمة الحراك الشعبي المطالب بالعدالة والحرية والحقوق المدنية والسياسية، وقد باتت جزءاً من ذاكرة النضال الشعبي، ومناسبة لتذكير شعبنا، بأن هذه الإنتفاضة التي استمرت أكثر من أربع سنوات، تخللتها المظاهرات، والإعتقالات، والرصاص والقتل للمواطنين، والعقوبات الجماعية، واستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة..
هذه الإنتفاضة لم تمت، كما لم تمت قبلها الإنتفاضة الأولى في محرم ١٤٠٠هـ (نوفمبر ١٩٧٩) بل شكلتا انعطافين مهمين في مسيرة تراكمية تصاعدية في مواجهة النظام السعودي الباغي.
لقد بعثت الإنتفاضة الثانية (٢٠١١) الحياة من جديد، ليس فقط على مستوى المنطقة (الأحساء والقطيف) بل كان لها أثرها الكبير في تحفيز المناطق الأخرى على التحرّك، ما جعل النظام ـ كما عادته ـ يصبّ جام غضبه عليها، وليمارس أقصى حدود العنف والتدمير، ليجعلها عبرة للمناطق الأخرى، والمعارضين السياسيين الآخرين.
تثبت وقائع إنتفاضة الكرامة بأن منطقتنا ولاّدة للرجال، وأن شدّة القمع السعودي لا تفت في عضد دعاة التغيير والمطالبين بالحقوق، بل أن القمع ولّد ولازال يولّد المزيد من الأحرار يواصلون مسيرة التصدّي للظلم والطغيان.
لقد اطلقت انتفاضة الحرية والكرامة، وعياً سياسياً غير مسبوق على مستوى البلاد، سواء بقدرة الشعب على التغيير، أو بكشفها عن وجه النظام الطاغوتي، والمدى الذي يمكنه الوصول اليه من جهة استخدام القوة والعنف ضد المواطنين.
إن القمع السعودي غير المسبوق، من قتل في الشوارع، وبالقنص، وبالطائرات، وتدمير الأحياء السكنية، والتهديد باستخدام الطيران الحربي، إلى جانب اعتقال الآلاف من المواطنين، وسياسة العقاب الجماعي، والإعدامات في السجون، لا يمكن أن يقوم به نظام مطمئن مستقرّ واثق بنفسه وببقائه. على العكس، فإن شدّة القمع، تعكس حجم قلق العائلة المالكة على مصيرها، ومصير النظام الظالم الذي أسسته، فكان عنفها ودمويتها دليلاً واضحاً على خوفها من الحراك الشعبي وتناميه.
لقد كشف عنف النظام السعودي، بأنه نظام لا يؤمن بحوار، ولا بمعارضة سلمية، ولا يعتقد بأن للمواطنين حقاً، كما ليس في نيته ـ حسب تجربة عقود من حكمه ـ أن يصلح الوضع السياسي، أو يتخلّى عن التمييز الطائفي، أو يكافح الفساد، أو يمنح الشعب حقاً من حقوقه الأصيلة، وفي طليعتها حق المشاركة السياسية.
وعليه فقد سقطت كل مقولات الإصلاح التدريجي للنظام مع بقاء العائلة المالكة على رأس الحكم، وسقطت دعاوى الإصلاح عبر (الحوار مع ال سعود).
إن انتفاضات الشعوب لم تولد كي تموت، وإنما لتزيد من الوعي، ولتسدّ أبواب الإنهزام، ولتحفّز على مواجهة الباطل، ولتبعث الحياة حتى تؤتي أُكلها بإذن ربها.
لم ينتصر آل سعود بظلمهم وباطلهم، وهم الآن في أرذل أحوالهم داخلياً وخارجياً.
والشعب لم يُهزم، لأنه يدرك بأن ثمن التغيير والإصلاح عالٍ. من يرفض دفع ثمنه اليوم، سيجد نفسه مجبراً كي يدفع أثماناً مضاعفة غداً لتحقيق ذلك.
لقد أثبتت منطقتنا (الأحساء والقطيف) طلائعية شعبها في التغيير؛ وأنها متقدّمة في الوعي السياسي، وفي ممارسة النضال، وفي التضحية، وسيكون لها قصب السبق في تحصيل منافع التغيير.
في الذكرى التاسعة لانتفاضة الكرامة، نجدّد في (حركة خلاص) عهدنا لشعبنا، ولشهدائنا وجرحانا ومعتقلينا، أن نثبت في طريق الكفاح، وأن نواصل طريق ذات الشوكة. كما نؤكد للجميع بأن كوادر المسيرة الجهادية ضد طغيان النظام السعودي، صامدة لا توفّر جهداً، وتعمل بلا كلل، من أجل تحقيق المطالب والأهداف في الكرامة والحرية والاستقلال، لتقرّ بذلك أعين أمهات الشهداء وزوجاتهم وفلذات أكبادهم، ولتطمئن بيوم النصر أعين جميع الذين عانوا بطش النظام السعودي وجلاوزته.
إننا وأمام حقائق جرائم النظام السعودي المتواصلة منذ أكثر من قرن بحق شعبنا، نؤكد لكافة أبناء شعبنا أننا متمسكون بخيار رفض الاذعان والخضوع، مهما تصاعدت التحديات واشتدت قسوة النظام، ولا نرى بديلاً عن طريق مقاومته بكافة الوسائل المشروعة.
السلام على جميع الشهداء والصالحين وعلى الصامدين في سجون آل سعود.
والسلام على جميع أحرار شعبنا الثائرين في وجه الظلم والطغيان السعودي.
حركة خلاص
17 فبراير2020
17 فبراير2020