لا أسهلَ من اعتقال النّاسِ، واكتشافِ الخلايا في المملكةِ، ولا أسهلَ من إلقاء التّهمِ وتثبيتِ القضايا وفبركة الحكاياتِ الأمنيّة.
ولكن، المطلوب من المملكةِ – وبعد مجزرةِ الأحساء – هو أنْ تخطوَ الخطوةَ الأكبرَ، والأصعبَ، وهو تجفيفُ منابعِ التكفيرِ، وعزْل الفضاءِ الإرهابيّ الذي يُحلِّق فوق العقولِ، ويزرعُ في كلّ مكانٍ بذورَ العنفِ ونوازعَ القتل على الهويّة.
المهمّةُ الأهم لم تُنجَز بعد، وهي مهمّةٌ دونها خطواتٌ عاجلةٌ من أجل تجسيرِ العلاقة مع المواطنين، وإنهاءُ إرثٍ طويل من التّمييزِ والكراهيّات المذهبيّة، وهو إرثٌ لم ينقطع
حتّى اليوم، ولا زال يتسرَّبُ في الرئة والشّرايين الموصولةِ إلى عُنقِ الإرهاب التكفيري.
وإلى أن يتمّ ذلك، فلا يُلامُ المشكِّكون. ولا عتبَ ولا جدلَ مع أولئك الذينَ يضعون علامات الحيرةِ والشّكِ أمام خطابات الإدانة الباردةِ، وبيانات الاستنكار المطليّةِ بثلوجٍ من وهمٍ وضلال.