يحقُّ للمملكة السعودية ما لا يحقُّ لغيرها، فلها وحدَها أن تحكمَ بالإعدام على من تشاء ولا يحقُ لأيٍّ كان أن يعترضَ لا في الداخل ولا حتى في غابات الأمازون، ولها وحدَها الحقُ في إرسالِ قوّاتها الى البحرين لقمع ثورةٍ شعبيةٍ سلميّة، ولا يحقُ لأحد في هذا الكون مطالبتُها بإنهاء حالةِ الاحتلال وسحبِ الجنود من الدولة الجارة..
ولها أيضاً وحدَها الحقُ في أن توقفَ ساعةَ الديمقراطية عن الدوران في اليمن، ولا يحق لمخلوقٍ الاعتراضُ على تدخّلها، وإلا فلينتظرِ الانغماسيون الذين يعوّضون هزيمتهم في الميدان بالانتحار وسط المدنيين..
لم يدرك أهلُ الحكم في المملكة السعودية بأنهم لاهمْ بالقوّة التي كانوا عليها ولا خصومُهم بالضعف الذي كانوا عليه، فقد تبدّلت المعادلات، وإنَّ استخدامَ “التهويل” سلاحاً قد يخدم النظامَ لأيام وشهور, ولكن بالتأكيد ستكون له ارتداداتٌ عنيفة على النظام نفسه، الذي لا يزال يصرّ على تجاهل مطالب الناس المشروعة…
كل أدوات المكر لا تعوّض الخلل في بناء السلطة، ولا مدخل الى الحل الا عبر إنصاف الشعب الذي قد ينتظر طويلاً ولكن لن يفعل ذلك الى ما لانهاية..