روسيا / نبأ – بحسب المشهد المحيط حول الملف السّوري، وما يُعانيه المعارضون السّوريون من صدمات، فإنه لا مناص من الركون إلى طرف موثوق قادر على لعب دور الوسيط والشريك في إنتاج الحلول بدلا من تعقيد الأزمة.
ركون يظهر قدري جميل وعدد لا يستهان به من المعارضين المستقلين أبرز مؤيديه ومشجعيه، رئيس تنظيم وحدة الشيوعيين السوريين ومعه منشقون عن الإئتلاف المعارض سينخرطون في ديناميات المبادرة الروسية وفق ما بات مؤكدا. سوريا الدولة تبدي من جهتها عزما حقيقيا على وقف نزيف الدماء ولأم الجراح والعودة إلى المؤسسات، أولوياتها باتت هي نفسها أولويات الأطراف الإقليميين والدوليين، مكافحة الإرهاب مطلب مشترك بين المتنازعين كافة، تضاف إليه رغبة دمشق المسؤولة والمرنة في رفع عبء الحرب عن كاهل السوريين وإعادة إعمار أراضيهم وإدخالهم في خضم معالجة نفسية وسياسية وإجتماعية طويلة الأمد. معالجة تتجلى واضحة في مبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الرجل المقبول من قبل الجانب السوري بخلاف سلفيه طرح أفكارا تستحق الدراسة والعمل عليها كما قالت سوريا. تجميد القتال وتمرير المساعدات يشكلان المدخل المنطقي والحتمي للبدء في تنفيذ الخطة الروسية.
خطة تنبئ المؤشرات السياسية بأن مصر ستكون شريكا رئيسا فيها، بعدما كان الحديث عن دور مصري في إنهاء النزاع السوري مجرد تأويلات صحافية، بدأت علامات انضمام القاهرة إلى ركب الوسطاء تتزايد يوما بعد يوم. وحدها الدول الخليجية ومعها تركيا تبدو خارجة من السياق الإقليمي الجاري توليفه راهنا، الرياض وأنقرة وحلفاؤهما يتلمسون خسارة إستراتيجية قد لا تكون بعيدة الحلول، مبادرة موسكو ستقضي في حال وصولها إلى خواتيمها على أية آمال وأحلام من قبيل تقسيم سوريا أو إنشاء مناطق عازلة أو تمكين الميليشيات من الحكم في بلاد الشام.
القلق السعودي من المفاوضات بين إيران والسداسية الدولية ليس خارجا من مجرى التطورات الأخيرة، إتفاق نووي غير مستبعد لن يهبط بعصا سحرية على سوريا والعراق، إنما سيرفع حظوظ التسويات المقترحة في موسكو. وبالتالي فلا غرو إن توجس السعوديون ومعهم كل المتضررين من السلم، توجس يبدو أنه لن يكون بمقدوره التشويش على سيرورة الحل إلا من باب التشدد اللفظي والمعنوي والنفسي.