أمير القتل يصدع برسالة الدم ويدعو رعاياه لأن يعيثوا إجراماً باسم السماء في أبناء الأرض..
نخوة الجاهلية تنطلق على لسان أمير الظلام البغدادي باسم التوحيد، والولاء والبراء، ومقارعة الشرك..كلمات قرأها طلاّب المدارس في مملكة التوحيد، وها هو أمير الدجل يترجمها وعيداً وإرهاباً..
لم يخطىء الأمير المتوّج بالدم هدفه، كما لم يظل طريقه التقسيمي بخطابه التوحيدي، فقد اختار لأهل دعوته ما يحرّض على الامتثال لدعوة الجهاد ضد الأٌقرب خصماً، وأما الصليبون الذين أشبعهم المجاهدون سبّاً، فلهم يوم مجهول قد لايأتي أبداً..وليس في ذلك تحريض على قتل كائن على وجه الأرض، ولكنها مناكفة مع إخوة الدم..
أمير المتبلّغين يلوي لسانه تجويداً كشرط في الإمرة الإيمانية، ويبشّر قومه والعالم بحرب مفتوحة من أجل رفع راية التوحيد..
ولبؤس حال هذه الأمة أن تنجب رجلاً غاية ما يتقن لغةً مدجّجةً بكل ما هو دموي وعبثي..فهل عقمت نساء العرب من أن تلد رجلاً يمثّل أخلاق الإسلام وتسامحه ورحمته عوض خطفه من كل أفّاك أشر..
ليس أمير المؤمنين من ينزو على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله أو يرتدي قماشة سوداء، أو يطيل لحيته، ويدغم لسانه، فتلك أزياء جدل المتربصّين بإمامة المسلمين وإمرة المؤمنين..والمؤمنون يختبرون بأخلاقهم وتراحمهم وتعاطفهم لا بكفائتهم القتالية ولا بكمية الدماء التي يسفكونها…وإن أميراً يكون الموت بشارته لا سمعاً ولا طاعة..ولا بيعة..