ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان مع قائد الجيش الباكستاني، قمر الدين جاويد باجوا، في الرياض (صورة من الأرشيف)

رئيس الأركان الباكستاني في السعودية محاولاً تهدئة التوتر بين البلدين

يُجري رئيس الأركانِ الباكستاني قمر جاويد باجوا مباحثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض، بهدف التخفيف من حدة التوترِ الدبلوماسيِّ المتصاعدِ بين البلدَين مؤخراً.

وسيحاول باجوا، الذي وصل إلى المملكةَ يوم الاثنين 17 آب/ أغسطس 2020، تقديمَ موقف مغايرٍ للانتقادات الباكستانية التي طالَت سياسات المملكة اتجاه ملفات المنطقة وفي مقدّمتِها الموقف من الهند، وسطَ أنباء عن نية حكومة باكستان إقالةَ وزيرِ خارجيتِها شاه محمود قريشي من منصبِه على خلفيةِ هجومِه الأخيرِ على الرياض.

وتصاعد التوتر بين الجانبين عقب تصريحات لوزير الخارجية الباكستانية انتقد فيها موقف الرياض ومنظمة التعاون الإسلامي من قضية كشمير، مطالبا إياهما بـ “موقف أكثر تشدداً” اتجاه سلوك الهند في المنطقة المتنازع عليها.

وقال متحدث باسم الجيش الباكستاني إن زيارة باجوا “تركز، في الأساس، على المسائل العسكرية”، لكن مسؤولين في الجيش والحكومة في باكستان قالوا لوكالة “رويترز” إن باجوا “سيعمل جاهداً على تهدئة الموقف الذي قد يؤدي، إن لم يتغير، إلى الإضرار كثيرا بالاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي الباكستاني”.

وكانت السعودية قد منحت باكستان قرضا قيمته ثلاثة مليارات دولار وتسهيلات ائتمانية لشراء النفط بقيمة 3.2 مليارات دولار لمساعدتها على تجاوز أزمة ميزان المدفوعات أواخر في عام 2018، حسب ما أورد موقع “الجزيرة” الإلكتروني.

ودفع غضب السعودية من مطالبة باكستان لها بعقد اجتماع رفيع المستوى لإلقاء الضوء على انتهاكات هندية في إقليم كشمير المتنازع عليه، دفعها إلى الضغط على باكستان لرد مليار دولار قبل حلول الموعد، وتطالبها باسترداد مليار آخر من القرض.

ولم ترد الرياض أيضاً على طلبات باكستانية لتمديد التسهيلات النفطية وفق ما أكده مسؤولون في الجيش ووزارة المالية لـ “رويترز”.

كما لم تعقد منظمة “التعاون الإسلامي”، التي تقودها السعودية، سوى اجتماعات على مستويات منخفضة بشأن كشمير، رغم مطالب إسلام آباد باجتماعات على مستويات عليا.

ونقلت “رويترز” عن محللين قولهم إن السعودية لا تريد المخاطرة بمصالحها التجارية في الهند من أجل دعم باكستان في مسألة كشمير”. وأضافوا أن “الرياض قد تكون لها تحفظات كذلك على احتمال انضمام إيران إلى الممر الاقتصادي الباكستاني الصيني، وهو جزء من مبادرة الحزام والطريق الصينية”.