نبأ نت – خففت قطر من “حرارة” الأنباء المتداولة في الأيام الأخيرة عن توجه نحو حل الأزمة الخليجية، عقب ما تردد عن أن ذلك هو غاية زيارة للأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، إلى الدوحة، مؤخراً، إذ تظهر الموقف القطري بالكشف عن نية مبيتة لدول الحصار على قطر، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بغزو الإمارة عسكرياً، فيما عرض تحقيق استقصائي بثته قناة “الجزيرة” التلفزيونية لمخططات هذه الدول التي مهدت لحصارها.
يكشف عبر لسان وزير الدولة القطرية لشؤون الدفاع خالد العطية، عبر برنامج “المسافة صفر” الذي عرضته قناة “الجزيرة” التلفزيونية، عن أن دول الحصار على قطر، أعدت خطة لغزو قطر عسكرياً قبل فرض الحصار على الإمارة الخليجية، يوم 7 حزيران/يونيو 2017.
ويؤكد العطية وجود “أدلة استخباراتية وثقها رؤساء دول تثبت أنه كانت هناك نية للقيام بغزو عسكري لدولة قطر”.
مخططات دول الحصار
يعرض البرنامج مطولأً، في تحقيق استقضائي، للحملة الإعلامية والدبلوماسية التي أطلقتها الدول الأربعة ضد قطر، مستنداً في ذلك إلى “وثائق وبيانات ومعلومات جديدة تكشف شبكات منظمة تعمل في إطار من السرية على فبركة القصص والأخبار الكاذبة، وشن حملات إعلامية مضللة تستهدف دولة قطر وحلفاءها”.
ويعلل البرنامج رفض دول الحصار حل الأزمة الخليجية بحديث مساعد وزير الخارجية الأميركية السابق، ريكس تيلرسون، عن تلقي واشنطن “إشارات سعودية إماراتية بعدم الرد على ورقة أميركية للحل”.
وتحت عنوان “رسائل سيتا”، عمل التحقيق الاستقصائي، خلال أكثر من عام ونصف عام على تتبع مصادر الأخبار الكاذبة والفيديوهات المزيفة ضد قطر، وتمكّن فريق البرنامج من اختراق إحدى هذه الشبكات والوصول إلى القائمين على إدارة منصات إلكترونية مضللة.
وضمن الجديد الذي قدمه التحقيق ما ذكره مدير “مبادرة الشفافية في مركز السياسة الدولية” بن فريمان، بأنه كانت هناك مراكز أبحاث ممولة من الإمارات والسعودية في الولايات المتحدة تنظم مؤتمرات ضد قطر قبل إعلان الحصار عليها، في حين تتم الإشادة بدور السعودية والإمارات في مواجهة الإرهاب. وبذلك، “يتم التأثير على أعضاء في الكونغرس بغية اتخاذ قرارات تضر بمصالح قطر”، وفق فريمان.
“جحيم” ابن زايد والوهم
كما يكشف أن تركيز “مؤتمر مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” على “قاعدة العديد” العسكرية في قطر “لم يكن وليد الصدفة، فقد كشفت إحدى الرسائل الإلكترونية بين وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس وسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة قبل يوم واحد من المؤتمر عن تحريض واضح من ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد على قطر ليفتح عليهم “أبواب الجحيم” كما جاء في الرسالة”.
وبخصوص سيناريو اختلاق الأزمة في عام 2017، يذكر الباحث المتخصص في العلوم الإنسانية الرقمية مارك جونز أن “الذريعة التي اختلقت للأزمة الخليجية بدأت بقرصنة شبكة تلفزيون قطر ونشر أخبار كاذبة وإطلاق آلاف الحسابات المزيفة على تويتر وفايسبوك لخلق رأي عام وهمي داعم للحرب”.
وفي 7 حزيران/يونيو 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، حصاراً على قطر، منذ بتهمة “دعم الإرهاب” وعلى خلفية علاقتها بإيران.
وتسعى الكويت إلى محاولة رأب الصدع الخليجي، عبر وفد أمير الكويت صباح الجابر الأحمد الصباح مسؤولين كويتيين إلى قطر والسعودية، في ظل تمسك السعودية بـ “تغيير قطر سياستها” في الخليح ووقف علاقتها بإيران، بينما تتمسك الدوحة بحقها السيادي في إقامة علاقات متعددة.