الولايات المتحدة / نبأ – يواصل وزير الحرس الوطني السعودي متعب بن عبد الله بن عبد العزيز لقاءاته بالمسؤولين الأمريكيين في إطار زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وكان الوزير السعودي التقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي توجه بالشكر إلى المملكة على مشاركتها في الحرب ضد تنظيم داعش.
شكرا لكم، بهاتين الكلمتين توجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الأمير السعودي متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، كلمتان أعرب من خلالهما سيد البيت الأبيض عن امتنانه لمشاركة المملكة في الحرب على داعش، إدارة أوباما لا تنسى الفضل السعودي في إطلاق الحرب وضمان ديمومتها، أموال البترودولار المجندة لمحاربة داعش أعادت العلاقات السعودية الأمريكية إلى أوج ازدهارها عام ألف وتسعمئة وواحد وتسعين، إزدهار سرعان ما جاء التخبط الأمريكي في سوريا والعراق ليضربه في الصميم.
حملة أمريكا وحلفائها على داعش لم تؤت الثمار المشتهاة سعوديا، ومسارها في الفترة الأخيرة يبعث القلق في أروقة الرياض السياسية، لقاء متعب- أوباما جزء من الديناميات السعودية المعبرة عن هواجس القصر وحكامه، هواجس حاول الرئيس الأمريكي تهدئتها بالقول إننا حريصون على رفع المعاناة عن الشعب السوري وحقه في تقرير مصيره، كلام مطاط وحمال أوجه، حتى الآن لم تتضح معالم الإستراتيجية الأمريكية في سوريا إن صح الحديث عن استراتيجية أصلا، مواقف واشنطن تبدو أشبه ما تكون بالبورصة، تارة يكون الرئيس بشار الأسد جزءا لا يتجزأ من عملية إنتقالية مطلوبة في سوريا، وطورا يصبح رحيله شرطا من شروط القضاء على داعش.
وما بين الموقفين إلتزام واضح وصريح بعدم استعداء القوات السورية أو مهاجمتها، ارتياح ضمني للمبادرة الروسية الهادفة إلى إطلاق حوار وطني سوري يمهد لتسوية سياسية، وتردد إن لم يكن تسويف في تسليح ما تسمى المعارضة السورية المعتدلة. كلها مؤشرات أمريكية تفاقم الحيرة السعودية وتزيدها إلحاحا، حيرة لا يبدو أن الرياض واقعة فيها على المقلب العراقي، هنا يظهر النظام الملكي مطمئنا إلى زيادة عديد وعتاد القوات الأمريكية في العراق، بالنسبة إليه لا ضير في عودة واشنطن إلى بلاد الرافدين من أوسع أبوابها إن كان في تلك العودة إضعاف لداعش ومنافسة لإيران.
يضاف إلى ذلك أن المملكة نفسها قررت على الأرجح الدخول في طور جديد من العلاقات السعودية العراقية إتقاء للشر القادم من خلف الحدود. من هنا جاءت مواقف متعب فيما يتعلق بالعراق معبرة عن واقع الحال، حيث أكّد الحرْص على سكون الأوضاع العراقية وحل مختلف الإشكاليات السياسية والأمنية التي تعيق الإستقرار.