قناة نبأ الفضائية نبأ
مقدمة نبأ (خاص)- حدثان اثنان كان يتزاحمان في البحرين. الأول.. انتخابات برلمانيّة دعا إليها النّظامُ، وواجهتها المعارضةُ بمقاطعةٍ شاملةٍ، أدّت إلى تحوُّل مشهد الانتخاباتِ إلى مأتمٍ للديمقراطيّة، وكان من نتيجته أنّ كلّ الدّوائر الانتخابيّة رحلت إلى الإعادة، ما عدا ستّ دوائر تمّ حسمها، واحدة منها بالتزكية، وهو ما يعني أنّ أكثر من ثمانين بالمائة من المترشّحين رُحِّلوا إلى إعادة الانتخاب، وذلك في مشهدٍ غير مسبوقٍ، ويؤكد تدني نسبة المشاركة.
في المقابل، نظّم البحرينيون استفتاءاً شعبيّاً لقيَ مشاركةً واسعة من المواطنين، أرادوا من خلاله أن يُقرِّروا مصيرهم، وبعيداً عن حُكم القمع والاستبداد الذي يُسيطر عليهم. أجهزة الأمن سعت بكلّ السّبل إلى إفشال الاستفتاء، فشنّت حملةً واسعة من المداهمات والاعتقالات، إلا أنّ مشهد البحرينيين وهم يتوافدون على مقار الاستفتاء يؤكّد أن أهل هذه البلاد لازالوا يحملون على ظهورهم صموداً لم تستطع آلة القتل، وتخاذل العالم، أن تنال منه.
البحرينيون، وعلى مقربةٍ من ذكرى ثورتهم الرابعة، لا ينتظرون اليومَ منّةً ولا حسنةً من أحد. لقد حدّدوا طريقهم، ورفعوا رايتهم نحو الأمام، وهم واثقون أنّ في نهاية النفقِ ثمّة نوراً وفرجاً.. وعلى ذلك يمضون، وعلى الله يتوكلّون.
