روسيا / نبأ – لأول مرة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 إستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وفدا حكوميا سوريا في مقره في سوتشي، إستقبال لم يحظ به وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على الرغم من توجيهه طلبا بروتوكوليا بهذا الخصوص، المفارقة أرسلت إشارات واضحة إلى كل من يعنيهم الأمر، موسكو ماضية في تعزيز تحالفها الإستراتيجي مع دمشق ولن تتهاون في مواجهة أية محاولات سعودية لخلط الأوراق من جديد، رسالة أكدتها كذلك مباحثات الجانبين الروسي والسوري والمواقف المتطابقة الصادرة عنهما.
مواقف يمكن اختزالها بثلاثة عناوين هي جوهر الإستراتيجية السورية الروسية في المرحلة المقبلة، مكافحة الإرهاب أول الأوليات، الحوار الوطني يجب أن ينطلق بالتوازي مع الحل العسكري، ومبادرة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مرحب بها وقابلة للتنفيذ. هكذا لخص سيرغي لافروف ووليد المعلم رؤية بلديهما للمعالجة
المرجوة للأزمة السورية، معالجة لم يتصدر التباحث فيها وحده جدول المحادثات، إلى جانبه برزت موضوعة بالغة الأهمية والحساسية.
إنها التسليح الروسي النوعي للجيش السوري، صفقة صواريخ أس 300 لم تنته بعد، ما يمر به تحالف دمشق موسكو راهنا يجعل إتمامها أمرا ضروريا وملحا وأوليا، أولوية تفرضها نوايا التحالف الدولي ضد داعش وخططه البديلة، مشروع ضرب الدولة السورية وتقوية الفصائل المسلحة المصنفة معتدلة ما زال في خلد أصحابه، صحيح أن الولايات المتحدة لا تبدو في وارد التورط في حرب جديدة على المدى المنظور، لكن فوز الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس قد تكون له انعكاساته على السياسات الأمريكية في المنطقة، ما يتردد حول لقاءات مكثفة يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع أعضاء جمهوريين في مجلس النواب الأمريكي يجلي بعضا من الجهود المبذولة على خط التصعيد.