الزمنُ في حركة السياسة الخليجية حلقة مفقودةٌ، وعنصرٌ عقيمُ الفائدة؛ فقد يتبنى صنّاعُ القرار سياسةً تعود إلى عقود خلت أو تفتقر لعنصر المواكبة لسببٍ بسيط أن السلطة في دول مجلس التعاون تقع خارج حركة الزمن، وأهلها ليسوا معنيين بالتفاعل مع حاجات شعبهم وضرورات العصر الذي يعيشونه…
في أواخر سنة 1981 أُعِلن عن ولادة مجلس التعاون الخليجي، وكان للمواطن الخليجي قائمةُ أحلام وتمنياتٍ، فيما كان قادةُ الخليج مسكونين بهواجس الأمن وقلق المصير…
في كل قمة يكون المواطن الخليجي على موعدٍ مع مشاريع حلم جديدة.. تبدأ بالقطار الخليجي والتسهيلات الجمركية والعملة الموحدة.. وتنتهي بالاتحاد الخليجي..
وبعد كلّ قمةٍ هناك إجهاض وإحباط مفتوح على أحد عشر شهرا ثم يُعاد فتح صندوق الأحلام مجددا في نهاية كل عام.. لتبدأ خيبة أمل اخرى. وأما الزمن، فيعمل في مكان آخر، بانتظار تفعيل الإرادة الشعبية في تغيير الواقع البائس، وصنع زمن الشعوب.. لا الحكومات الحجرية..