تقاطعاتٌ متواصلة من الزّيارات الرّسميّة تستقبلها منطقة الخليج، وتنطلق منها. وزير الدّاخلية محمد بن نايف في البحرين، يلتقيّ ملك البلاد. وأنباءٌ عن زيارةٍ لوزير الخارجية العراقيّ إلى المنامة. العاصمة البحرينيّة تستضيف مؤتمراً بعنوان “حوار المنامة”، يُفترض أن يتلاقى فيه المسؤولون في المنطقة، والدول الكبرى، لأجلِ تبادل النّقاش حول شؤون الأمنِ والتّحديّات الجديدة التي تعصفُ بدول المنطقة ومحيطها الإقليميّ.
لا يبدو أن حكّامَ المنامةِ على قدْر هذه التّحديّات، أو هم ليسوا في وارِد الانتقال إلى مرحلةِ الجدّية الكافية للتّعاطي مع هذه التّحديّات وبما يلبّي تطلعات الشّعوب وأحلامها الورديّة. فالوضع الحقوقيّ في هذه الجزيرة الخليجيّة الصّغيرة لا يزال كما هو منذ أكثر من أربعة أعوام، والمؤشراتُ تتزايدُ سوءاً مع إحكام القبضةِ على العمل السياسيّ المعارض. المملكةُ لا يبدو أنّها أيضاً قادرة على تحمّل دورها المطلوبِ، فالدّاخلُ ينبيء باستمرارِ القبضة الأمنيّة، والحدودُ ليست منيعةً في وجه الإرهاب، والسياسة الدّاخليّة غير مفتوحةٍ على الإصلاحِ الذي لا يزال عصيّاً ومستعصياً.
في حوار المنامة، لن يكون للشعوب أيّ حضور، وملفّاتها لن تكون محلّ انتباهِ واهتمام المسؤولين الذين سيكون انشغالهم الأكبر منصبّاً حول سُبل الإبقاءِ على سلطتهم وسطوتهم وسياطهم.. إنْ استطاعوا إلى ذلك سبيلا…