حوار: زيد الغرسي
اليمن في العام السابع من العدوان أكثر قوة عسكرياً وأكثر منعة اجتماعياً وسياسياً، برغم استمرار حصار تحالف العدوان ونفاق المجتمع الدولي.
- ما الذي استفاده اليمنيون من مواجهة العدوان والحصار الذي فرض خلال السنوات الستة الماضية عليهم؟
اليمنيون استفادوا استفادة كبيرة جداً، قد يثير البعض التساؤلات عن أنَّه ما الذي استفاده اليمنيون؟ لقد دُمِّرت البنية ودُمر الاقتصاد. أساساً لم يكن لدينا شيء، صحيح لدينا مبانٍ ولدينا إمكانات ولدينا منشآت تم تدميرها لكن الأساس الذي نمتلكه والقوة التي نمتلكها هو الإنسان اليمني، هو الذي سيُعمّر لو دمروا كل المباني والمنازل في اليمن وكل شيء يستطيع الإنسان اليمني البناء ولن يحتاج إلى أحد ولا يريد لا فضل ولا منّة من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى. لذلك عندما حُوصر الشعب اليمني اتجه إلى العمل والاكتفاء الذاتي، فلقد دُمِرت المعسكرات ومخازن الأسلحة لأنهم (السعوديين) يعرفون مواقعها، فمن كان يدير المعسكرات لديهم الخرائط ومعرفة المخازن حتى مفاتيح المخازن بأيديهم، هم يمتلكون كل هذه الأمور وكان لديهم عملاء يزودونهم كما اتضحت في فتنة ديسمبر كيف عملوا على هذا الأساس، وكل هذا فشل لأن المواطن اليمني ارتقى بوعيه والقدرات اليمنية نمت والشعب اليمني تحرك نحو الاكتفاء وعمل وفق عملية التوازن وإتجه نحو النمو الاقتصادي والعسكري والنمو المعرفي والوعي في ذهنية المواطن اليمني حتى أصبح اليوم صلباً لا يمكن ان يتأثر.
كان العدو يُطلق شائعة في بداية العدوان وكان تحصل بعض الدعوات لمسيرات و يخرج البعض ليقولوا “أوقفوا الحرب” حتى كُنّا نعاني من البعض الذي يخرج ويعترض عندما كنا نقول “العدوان الأمريكي – السعودي على اليمن” كان يقول: ” تريد أن] تستعدي أمريكا”، فكنا نقول لهم إنَّ أمريكا هي الأساس.
لقد كان هناك شريحة كبيرة ترى أنَّ أمريكا ليس لها علاقة لأنه كان في الذهنية أنَّه هي السعودية والإمارات لكن مع مرور الزمن والعدوان وإنكشاف الوقائع والأحداث أصبح الطفل اليمني اليوم الذي يقتل أبوه وأمه يأتي ليمسك بما تبقى من أشلاء والدته ويصرخ ويقول: “هذه أمريكا هي من قتلت أمي وأبي ومن ارتكبت هذه الجرائم”. ونحن لن نتزلزل ولن نتراجع و سنصمد وسنضحي ومستعدون حتى أنْ نحقق الانتصار على هؤلاء. هذه النفسية و هذا النمو في الوعي الكبير جداً هو من أكثر المكاسب للشعب اليمني وأصبح اليوم يتحرك كأمة واحدة لذلك أصبح الخروج الجماهيري اليوم يختلف عن الخروج في الأعوام السابقة، كان هنالك من يجتمع من كل المحافظات والمديريات حتى على مستوى البيوت، أصبح في كل بيت يقام احتفالية، أصبح في كل جهة وكل مفصل من مفاصل هذا البلد في القرية في الحارة في الحي في المنطقة والمديرية وعلى مستوى كبير جداً. وهذا يمثل نوعاً من الصمود وهو أحد المكاسب بوحدة الموقف والقضية ونمو الوعي الكبير.
- على المستوى التنموي الاقتصادي ما هي خطط الحكومة خلال العام السابع من الصمود في موازاة هذا الوعي وهذه الانتصارات العسكرية الكبيرة؟
بالطبع لدينا خطط كبيرة جداً وتضمنتها خطة الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية وهناك خطوات ميدانية أحياناً وعمل، وكما قال السيد حفظه الله (قائد “أنصار الله” السيد عبد الملك الحوثي) إنَّ “هنالك ركام كبير وهنالك تاريخ كبير جداً”.
كانت الأمور أشبه شيءٍ بالمنعدمة جداً وعلى سبيل المثال تستقرئ كل المشاريع التي بُنيت في اليمن من مشاريع الإعلام والزراعة والتجارة والطرقات وبناء المدارس، كلها عبارة عن هبات وقروض على كاهل الشعب اليمني وخيراته، عندما تأتي وتُراجِع كل المشاريع التي كانت برعاية الأخ الفلاني وفخامة المشير الفلاني والوزير الفلاني كلها تعلوها هدية من كذا ومقدمة من كذا وبتمويل من كذا، بمعنى أنْ خيرات الشعب اليمني وثرواته كلها تذهب لبناء مدن وامبراطوريات خارج البلد لأصحاب شخصيات وعائلات محددة ولرؤوس نافذين بنوا رأسمالهم الكبير من عرق الشعب اليمني وثرواته.
أما اليوم فهنالك اختلاف كبير جداً، اليوم نجمع ما تبقى في العروق بعد الذبح في هذا الوطن، يعني كل الموارد التي نهبت، 93 في المئة من موارد الشعب اليمني بيد العدو و 7 في المئة موجودة في المناطق التي نغطيها، و هذه الـ 7 في المئة مدمرة ومنهوبة ولا أساس لها فقط شكلاً وليس مضموناً وقليل منها، لكنك تستطيع بالوعي الجمعي للشعب اليمني وترشيد كل هذه الأمور واستطعنا بحمد الله سبحانه وتعالى أنْ نقف في وجه هذا العدوان، أكبر امبراطورية اقتصادية في العالم وهي اقتصاد المال الخليجي باعتباره يمتلك مخزونات النفط “أكبر احتياطي”، كل هذه الأمور يمتلكونها وأمريكا برأس مالها و امبراطوريتها المالية دعمت وساندت بل وحلبت الأنظمة الخليجية من أجل خزينتها، أقوى امبراطورية سلاح وصفقات أسلحة في العالم واجهناها بإمكاناتنا البسيطة وقدراتنا المتطورة ووعينا وإيماننا لأنه مرتبط بالله سبحانه وتعالى وبالثقة به ومرتبط بمنهجية وقضية حق لا غبار عليها لذلك يحقق الله لنا الانتصار ويحقق لنا التأييد لذلك العالم يبقى منذهل ويقول: “أين هذا!”.
البعض ممن لا يعرفون الله ولا يثقون في الله ولا يعرفون تأييد الله ولا نصره يقهقه ويضحك عندما نقول: “الله ناصرك”، وهو يقول الله: “معانا كلنا”. الله وعد أنْ ينصر من ينصُره. أما الآخرين، منهم اللص والسارق نفسه، فيذهبون إلى السرقة ويطلب من الله الستر بأنْ لا يفضحه.
- هل ينطبق ما ذكرتموه على النظام السعودي الذي يسمي الصواريخ البالستية “مقذوفاً” ولا يعترف بقدرة اليمني في تصنيع الأسلحة؟
بالطبع. فبالرغم من أنَّه (النظام السعودي) قد أعلن أنَّ الضربات في بقيق وخريص ضربت نصف الإقتصاد ونصف إيرادات النفط في السعودية أيْ ما نسبته 50 في المئة من الإيرادات، عرف العالم قدرة اليمنيين. وما زال (النظام السعودي) حتى الآن يتعامل في المصطلحات، وحتى في التعامل قل نحن أعداء لك، سمي هذا جيشاً أهانك، أحرق دباباتك ومدرعاتك، جيش ولّى المرتزقة والخونة والعملاء والمجرمون من جيوشكم، جيش حافي القدمين على الأقل. لا يريد أنْ يتعامل معك لأنه يعتبرك “ميليشيات، عصابات، قطّاع طرق، نهّابين”.
هذا الأسلوب في الاستهزاء و السخرية تحوّل إلى فائدة عائدة على الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية، العالم يفكر بنظرة صحيحة لم يعد العالم قرية صغيرة يمكن أنْ يُكذب عليه بلحية طويلة أو أنْ يظهر (خطيب الحرم المكي عبد الرحمن) السديس أو بفتوى أو بشيء من هذا القبيل. أصبح الجميع يعرفون كل هذه الأمور لذلك ينظرون هؤلاء من تسمونهم هكذا يعملون كل هذه الأمور فكيف لو كانوا نظاماً وجيشاً نظامياً فما الذي سوف يفعلونه، ولذلك سياسة التجاهل والاحتقار أفادت الشعب اليمني بأنْ يعلم العالم دروساً بأنَّ هؤلاء المستضعفين الذين يُقهرون ويحاول العدو أنْ يبيدهم، هيّأ الله منهم من يعطي درساً لكل أحرار العالم أنَّه مهما كانت القوة والجبروت فإنّك إذا عدت إلى الله وإلى خالقك وإلى الفطرة السليمة فإنّ الله سيؤيدك وسينصرك مهما كانت حالة الاستضعاف التي أنت فيه.
– دائماً ما يُثار سؤال، عندما يتم استهداف العمق السعودي سواء كان شركات أو العاصمة الرياض، يُقال إنَّه لماذا لا يتم استهداف بقية دول العدوان؟ يعني تحديداً الإمارات؟
بالطبع، الإمارات تطرق إليها السيد (الحوثي) في خطاب صريح وواضح بأنَّ “أيْ تحرك للإمارات في الساحل الغربي سيتم هنالك الرد في الإمارات”، لأن الإمارات هي من قادت معركة الساحل الغربي وعندما حصل اتفاق ستوكهولم وبدأ التوقف وخفض التصعيد في معركة الساحل نحن أوفياء ونقولها علناً حتى لو قال اليمنيون والناس: “لماذا لا تستهدفوا الإمارات؟” بالرغم من ذلك نحن نعلم بأنَّ الإمارات تشارك بطائراتها وجيوشها وهناك طائرات إماراتية تقصف في مأرب وصعدة وكل مكان ولكن عندما قادت معركة الساحل وكانت هي المتزعمة ومن كان يقف خلفها بشكل أساسي كان البريطاني والإسرائيلي والفرنسي لأن مصلحتهم في البحر أكثر من مصلحة أي دولة أخرى، فكانوا هم المتصدين لهذا الشأن وفشلت الإمارات في معركة الساحل ودخلنا في اتفاقية ستوكهولم وحصل هناك انخفاض وتهدئة. ونحن قوم نلتزم بتوجيهات الله سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) فنحن نفي ولا يمكن أنْ نعمل على خرق الكثير من الأمور.
- في حال تحركت جبهة الساحل من جديد فما سيكون ردكم؟
إذا تحركت جبهة الساحل، فالمسؤول عنها بالدرجة الأولى هي الإمارات وسيكون الرد كما وعد السيد (الحوثي) بشكل علني وليس أمراً مخفياً بأنَّ الرد سوف يكون في الإمارات في دبي وأبوظبي وغيرها من المناطق كما تحدث عنها في خطابه العلني الواضح.
- كيف تعلق على شهادة أول شهيد من أبناء شعب نجد والحجاز مع الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” مؤخراً، وهو أحد أبناء مكة المكرمة عبدالعزيز يوسف سعد محمد عمر ؟ هل من الممكن أنْ تلخصوا لنا قصته؟
أولاً، قبل الدخول في القصة نحن دائماً نتعامل في مصطلحاتنا وإعلامنا وحتى في خطاباتنا وهذه مدرسة من مدرسة السيد القائد حفظه الله (الحوثي) هو دائماً لا يقول: “الشعب السعودي أعداء” ولا يقول “السعودية” بشكل عام ويقول “آل سعود” أو “نظام آل سعود” حتى يأتي بالتوصيف عندما قام ببطاقة تعريف العدوان هذا العدوان الذي على رأسه أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتهم من النظام السعودي والإمارات والعسكر السوداني والمرتزقة والمستأجرين من الخارج وكل هؤلاء قام بتشخيص كامل جداً. لذلك عندما نتحدث عن آل سعود نتحدث عن أسرة ونظام وحكم لا نتحدث عن شعب، شعب نجد والحجاز هو شعب عريق له تاريخه وثقافته وثيمه وإيمانه وارتباطه ونحن نشعر بأنَّ كثيراً من أبناء نجد والحجاز هم يتألمون لما يحصل في اليمن وتربطهم علاقات قوية في اليمن وتاريخ هذين الشعبين تاريخ متجذر وذاخر وكبير جداً جداً، ويمثل نظام آل سعود مشكلة لداخل شعب نجد والحجاز.
فعندما وقع الأسير الشهيد عبدالعزيز عمر بيد الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” كانت الذهنية أنَّ هؤلاء سوف يعملون ويعملون ويعملون (سوءاً به). عندما وقع أسيراً إلى جانب الكثير من الأسرى، وجد المعاملة تختلف ووجد أناساً آخرين غير ما يقال عنهم، ورأى أنَّ الموضوع لن يتغير وأنَّ الأمر ليس تمثيل ولا عبارة عن محاولة استعطاف، وجد أي أسير يأتي أو أي شيء يأتي والتعامل أخلاقي، فسعى إلى أن يعرف من هم هؤلاء؟ ولماذا نحاربهم؟ أراد أنْ يطلع على المنهجية. وقلت لك أحياناً إنَّ التضليل الذي يستخدمه العدو عندما يغرس في ذهنية الفرد ويجد عكسه يكون مسبباً للانطلاق فعندما تكون النية والذهنية صافية ولا يوجد لديك تعصّب لأي قضية أنت تتحرك فيها أنت ستهتدي.
الشهيد عبد العزيز هو وصل إلى هذه الحالة، كان يقرأ ويشاهد ويرى في الواقع الجرائم التي ترتكب والإعتداءات، لقد رأى في الواقع أن الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” ينقلون الأسرى من مكان إلى مكان خوفاً عليهم من قصف طائرات العدو. تأتي معلومات أنَّ الأسرى موجدون في هذا المكان فتأتي الطائرات وتدك هذا المكان، لكن الجيش و”اللجان” استدركوا الأمر بسرعة ونقلونهم. هؤلاء الأسرى يعرفون بأنَّ حتى العدو يريد أنْ يقضي عليهم وأنهم أصبحوا يمثلوا سلبية له، ربما سيتأثروا. كان العدو يريد القضاء عليهم بالنهاية و من ثم يتهمنا بأنَّنا قتلناهم وعدمناهم وشيء من هذا القبيل، فكان الشهيد يرى أنَّ هذا مخالف للفطرة والعقل والمنطق. وعندما جاء التبادل (للأسرى) لم يكن هناك أي اعتراض من أجل أنْ ينطلق في عملية تبادل الأسرى، وعندما تمت عملية التبادل رفض أن يعود إلى السعودية وقال: “لا يمكن أن اعود وأرجع إلى التيه والضلال والضياع الذي كنت فيه، أنا أريد أنْ أبقى في اليمن وأريد أن أكون مواطناً يمنياً، أريد أنْ أقف إلى جانب الحق، أريد أن أقاتل”.
لقدا كانت له وقفات كبيرة جداً، فعندما انطلق بهذه الروحية، نحن “أنصار الله” بمنهجيتنا التي ليست عبارة عن بطاقة أو انتماء حزبي، كلا، نحن امة تستجيب لله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّه) فمن يخرج عن منهجية الله فليس من “أنصار الله” حتى لو كان قد وصل إلى أرقى مستوى. فهذا ضيف الله الشامي الذي أمامك الآن، ونسأل الله أنْ يثبتنا ويحسن خاتمتنا، لو أتى يوم من الأيام ونعوذ بالله من ذلك وخالفت منهجية الله لن أعود من “أنصار الله” وسوف أصبح من أعداء الله مباشرةً، ليست القضية أنني قدمت استقالتي، لا يوجد شيء.. فكان هذا الموضوع منهجية الثقافة القرآنية والارتباط الوجداني والقيمي والأخلاقي بالمبادئ والأسس دفعت بالشهيد عبدالعزيز إلى أنْ يكون ضمن هذه الأمة وتحرك ضمنها وقاتل إلى جانب اخوانه، رأى المواقف ورأى التأييدات الإلهية وكان يبكي في بعض المواقف ويقول: “هو نفسه عبد العزيز الذي كان يقاتل مع السعودي، هو نفسه عبد العزيز الذي يقاتل هنا بشحمه ولحمه”. ولكن الروحية متغيّرة والاندفاع يختلف والطمأنينة والسكينة والثقة وعظمة الشعور بالله سبحانه وتعالى، فكان يُكثر من التسبيح والتكبير والحمد والتهليل والشكر لله وكان يبكي لأن الله وفقه لأن يكون ضمن هذه الأمة حتى لقي ربه شهيداً عالي الجبين مرفوع الرأس، حُمل على أكتاف اليمنيين كأخ ومجاهد وبطل وقف في مواجهة هذا العدوان برغم أنَّه أتى في مهمة قتالهم فحُمل على أكتافهم شهيداً، رحمة الله تغشاه.
* ما هي رسالتك إلى النظام السعودي مع دخول اليمنيين في العام السابع للعدوان عليهم؟
أستطيع أنْ أقول لنظام آل سعود بأنّه يجب عليهم أنْ يتعظوا مما قد حصل ويجب عليهم أنْ يعيدوا حساباتهم وأنْ ينظروا إلى هذا الشعب اليمني بأنَّه ذلك الشعب الأبي والكريم والمتسامح و المعطاء وذلك الشعب الذي لا يحمل حقداً ولا ضغينة ولا عِداءً لأحد، لكنه إذا اعتُدي عليه فإنَّه يثور كثوران الأسود، إنْ حاول أحد تركيعه أو اذلاله فإنَّه لا يقبل الضيم وإنَّه لا يقبل الخضوع والخنوع والذلة.
هذا الشعب اليمني ومنذ تاريخه الأزلي وإلى اليوم لا يزال وسيبقى وسيظل وهو الذي لا ينحني جبينه إلا لله ولا يطأطئ رأسه خضوعاً وخنوعاً إلا بين يدي الله سبحانه وتعالى، فمهما حاول الآخرون خداعهم ومهما حاولت أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وغيرها من الدفع بهم لمحاربة الشعب اليمني، فإنَّما هي تريد أن تطمس من تاريخهم وتقلل من مكانتهم.
النظام السعودي يجب عليه أنْ يعي وأن يفهم بأنَّ هذه هي مؤامرة حتى عليه بالدرجة الأولى لكي لا يبقى لنظام آل سعود أيّ قلب محب في المنطقة العربية بشكل كامل، وكل الجرائم التي تُرتكب في العالم يكون للنظام السعودي فيها دور كبير في ذلك. أمريكا تريد أنْ تسقط من هيبة مكة والبيت الحرام والمشاعر المقدسة في ذهنية العالم العربي والإسلامي حتى إذا أتت لغزوها واحتلالها تكون تحت مبرر أنَّ الناس قد اكتووا بنيران آل سعود، ويكون هذا النظام الموجود في مكة والمدينة قد أوجع وآلم كل القلوب في العالم وكل الناس في العالم فسيقفون متفرجين عليه ولن يدافعوا عن مكة ولا عن الحرم النبوي ولن يدافعوا عن شيء، ولكن لن يقف إلى جانبكم ولن يدافع عن مقدسات الإسلام والمسلمين أي طرف في هذا العالم أكثر ممن تعتدون عليهم اليوم وهم الشعب اليمني الذي لا يمكن أن يرى في شعب نجد والحجاز أو المقدسات الإسلامية أن تتحول إلى غنيمة تحت أي مبرر لأمريكا وإسرائيل وأهدافهم.
فعليهم (السعوديين) أنْ يَعْقلوا وأنْ يعودوا إلى رشدهم وأنْ يتراجعوا ولو قليلاً عن الطيش الذي يعيشون فيه، وعلى العقلاء منهم أنْ يدركوا ذلك بأنَّ كل هذا الطيش هو بداية الزوال لهذه الأسرة الإجرامية بإذن الله تعالى، لأن نهاية الظالمين إلى زوال والله لهم بالمرصاد والويل كل الويل لمن نصب العداء لله سبحانه وتعالى وهم قد لمسو ذلك لأنهم يحاربون المستضعفين ويعتدون على أمة وعدهم الله بالنصر ووعدهم حتى بالغلبة بالتمكين. على الأقل لو كانوا (السعوديين) ينظرون إلينا من منظور أننا نخالفهم ولسنا منهم، ولكن من منظور أننا بشر وأناس ونشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمد رسول الله وهم من يتغنون في جامعاتهم ومساجدهم: “من قال لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله حرم دمه وماله وعرضه”، فأين أنتم من كل هذه الأعمال والمواعظ التي تتحدثون عنها؟ فتعقلوا ومدركين فإنَّ مصيركم الزوال وليس ذلك ببعيد وليس الله بظلّام للعبيد والله لا يمكن أنْ يخلف وعده.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.