بسم الله الرحمن الرحيم
{أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الحج 39
الأخ العزيز القائد المجاهد أبو محمد أكرم وجميع قادة المقاومة في فلسطين حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ونبارك لكم عيدكم الذي ازدان هذا العام بعنفوان الجهاد وتعطر بدماء الشهداء.
أحييك أيها القائد المخلص والمجاهد المقدام أصالة عني ونيابة عن كل قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، وأحيي معك كل المجاهدين وقادة فصائل المقاومة وأهل غزة الذين يواجهون إجرام العدو الصهيوني بإباء وثبات، وأحيي جميع أبناء الشعب الفلسطيني المنتفض دفاعاً عن كرامة الأمة ومقدساتها، في القدس والضفة وجميع الأراضي المحتلة منذ عام 1948م.
القائد المجاهد.. قادة المقاومة الكرام
لقد حطمتم بصمودكم ووحدة صفكم وقيادتكم الحكيمة والشجاعة لمعركة سيف القدس كبرياء الجيش الصهيوني، وأثبتم أن القدس ليست لوحدها، وأن قدراتكم الجهادية المتزايدة استطاعت تكبيد الجيش الصهيوني خسائر فادحة، وهي قدرات تفوق ما رآه العدو حتى الآن؛ بل وما يتصوره.
وإذ يؤلمنا أيها الأعزاء ما يؤلم شعبنا في فلسطين من جرائم وحشية ترتكب بحق العزل والأبرياء، إلا أن ما يواسينا أننا وإياكم أبناء مدرسة إيمانية واحدة؛ تؤمن بأن القتل وهو أكبر ما يهددنا به العدو ويرتكبه بحقنا؛ يمثل أرفع وسام نتطلع إليه وننتظره بشوق وشغف، لأنه يعني الشهادة، والشهادة هي الباب إلى الحياة الحقيقة. ونحن نؤمن بأن كل قطرة دم تسقط على طريق القدس، تجعلنا أقرب لتحريرها من دنس المحتل، وأعظم ما نتمناه أن يرزقنا الله الشهادة على هذا الطريق، وفي مواجهة من وصفهم الله تعالى بأنهم “أشد الناس عداوة للذين آمنوا”. ولا يراودنا أي شكٍ بأن نتيجة هذه المواجهة هي النصر الأكيد، والقضاء النهائي على وجود هذا الكيان القائم على الباطل، وأننا سندخل المسجد الأقصى المبارك لنصلي فيه بعزة واقتدار، وذلك بوعد الله القاطع في محكم كتابه: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَة لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} الإسراء 7
الأخ العزيز.. الإخوة الأعزاء
إننا معكم كما كنا على عهد شهيد القدس القائد الحاج قاسم سليماني، معكم بأرواحنا وأجسادنا وبكل ما آتانا الله عزوجل من قوة وإمكانات، معكم في محور المقاومة الذي اتسع وتعاظمت قدراته على مدى السنوات الماضية، وهو في العمق محور القدس، ولن نتخلف عن نصرتكم مهما تكاثرت التحديات واشتدت المخاطر، حتى زوال هذا الكيان الغاصب، وقد أكد سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي في خطابه الأخير ليوم القدس العالمي (إن مكافحة هذا الكيان السفاك هي كفاح ضد الظلم ونضال ضد الإرهاب، وهذه مسؤولية عامة).
أجدد لك التحية ولكلّ الشعب الفلسطيني الصامد ولجميع المجاهدين على أرض فلسطين، وأُقَبّل أياديكم المجاهدة التي يرمي الله بها عدوه، والتي تمهد لصناعة الفتح المبين إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 40
أخوكم إسماعيل قاآني
قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإسلامي