السعودية / نبأ – منذ عام، اعتاد وزير الداخلية محمد بن نايف، على تسريب صوره الخاصة عبر ما يصفه النشطاء ب“جيشه الأمني الإليكتروني”، حيث نشر صورة حفيده الرضيع على صدره، ومرة أخرى نشر صورةً وهو يأكل مع حفيده الآخر في المنزل.
ولم ينس ابن نايف أن ينشر صورا تُظهره وهو “يعمل باجتهادٍ لحفظ أمن الوطن والمواطنين حتى في منزله”، كما يقول مسربو الصور التي تُظهره بعضُها وهو يطالع مجموعةً من الأوارق في مكتبه في قصره، وفي أخرى مجتمعا مع رجل أمن كبير.
وكان لافتا تسريب هذه الصور للجمهور، خصوصا أن ابن نايف منذ تولى الملف الأمني في البلاد عام ١٩٩٩ حينما عُيّن مسؤولا عن الشؤون الأمنية في وزارة الداخلية لم يُصدر تصريحاً صحفياً واحدا، حتى بعد تعيينه وزيراً في نوفمبر ٢٠١٢.
نشطاء قالوا بأن هدف تسريب هذه الصور هو مواجهة ما يُشاع في المملكة عن دموية ابن نايف الذي يقبع بسجنه ما بين ثلاثين إلى أربعين ألف معتقل سياسي، مات بعضهم بسبب التعذيب، إضافة إلى قتل قواته عشرة متظاهرين على الأقل في المنطقة الشرقية، بينهم ثلاثة أطفال.
ويمكن القول إن محمد بن نايف، بحسب نشطاء، هو الأكثر دمويّةً ممن تولوا وزارة الداخلية السعودية منذ الستينات، وهو ما دفع سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل اللبناني، إلى وصفه بـ “السفاح والجلاد”، بحسب تسريبات ويكليكس. يقول نشطاء حقوق الإنسان، بأن المملكة شهدت في عهد ابن نايف أكثر أيامها سواداً على مستوى حقوق الإنسان، إضافة إلى حملات اعتقالات طالت الآلاف من النشطاء، بينهم أستاذة جامعات ومحامين وقضاة، إضافة إلى علماء دين سنة وشيعة، ومنهم الشيخ نمر النمر الذي صدر ضده حكما بالإعدام، والشيخ القاضي سليمان الرشودي (٨٢ عاماً) الذي حكم بالسجن ١٥ عاماً.
وأحدثت صور محمد بن نايف مع أحفاده جدلاً واسعا في “توتير”، وتساءل بعض أهالي المعتقلين، “هل يفكر حينما يكون مع أحفاده ووسط عائلته، بألم عشرات الآلاف من الأطفال في كل مناطق البلاد الذين قضوا سنوات من اليتم على رغم أن آباءهم أحياء؟”.
وعلى وقع الآلاف من أصوات الأطفال التي تُطالب ابن نايف إطلاقَ سراح آبائهم على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب، إلا أنه اتخذ قراره بأن “يقمع ثم يقمع وليكن ما يكون”، بحسب ما يقول نشطاء، حتى لو جاء ردات الفعل على الصور التي سربها؛ بعكس ما أراد، حيث تم تثبيت تهمة “الدموية” التي كان يسعى أن ينأى بنفسه عنها، ودفعت الصور مواطنين كثر إلى أن يسألوا “كيف له أن يظهر بهذه السعادة بعدما تسبب في تمزيق شمل عشرات الآلاف من الأسر؟”.