السعودية / نبأ – رأى الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الاوسط والخليج ديفيد هيرست في مقاله المعنون ماذا يحمل العام الجديد للشرق الأوسط على موقع ميدل إيست أي، أن قبضة الغرب المرتخية في منطقة الشرق الأوسط، تكشف عن قوى تبلغ من القوة ما يتيح لها فرض الحظر، لكنها أضعف من أن تتمكن من بناء شيء يعيش طويلاً. وفي اشارة الى الولايات المتحدة يقول هيرست إنها دولة تزدري الأقطار العربية – مُفضلة عليها إسرائيل – رغم أنها تحتاجها للتحالف ضد داعش. وكل ذلك في اطار الفيتو الاميركي ضد قيام دولة فلسطينية.
وفيما يتعلق بالسعودية التي اعتبرهيرست أنها انتصرت في حربها ضد جماعة الاخوان المسلمين والقوى الثورية الليبرالية، فإن العام الجديد يحمل للملك عبد الله دولة أضعف حالاً مما كانت عليه حينما ورث الحكم؛ حيث ترفرف رايات داعش في الشمال وفي الجنوب هناك القاعدة، بينما تفتخر طهران بأنها باتت تضع في جيبها أربع عواصم عربية، بحسب هيرست.
كما ان التحالف العسكري ضد داعش في حالة يُرثى لها، ولم يتحمل الأردن أسر طيار واحد من طياريه فتحول الى بلد متردد وخائف، يتعرض زعماؤه لضغوط شعبية شديدة لتحرير الطيار، بل وطالب ثمانية من أعضاء البرلمان الحكومة بالانسحاب من التحالف. وهناك تحذيرات كثيرة في المملكة سواء داخل العائلة الحاكمة أو خارجها. كما تردت الحالة الصحية لولي العهد، وباتت قضية توريث الحكم محل جدل ونزاع بين المعسكرات المتنافسة.
هيرست توقف عند تشييع شهداء العوامية، وقال بأن مشهد إحتشاد حوالي خمسة عشر ألف رجل وامرأة للمشاركة في جنازة مهيبة لأربعة أشخاص قتلوا على يد قوات الأمن ترسل تحذيرا الى السلطات. هؤلاء الاربعة الذين قالت وزارة الداخلية عنهم إنهم إرهابيون قُتلوا في عملية جاءت ردًا على مقتل رجل شرطة في القرية منتصف ديسمبر الفائت. وهتف المشاركون في الجنازة بسقوط آل سعود، ولم يطالبوا بالعدالة، بل بالانتقام.
ويتساءل هيرست إن كان بإمكان أي جهاز أمني في الدولة أن يخبر الملك بلا خوف أن هذه النقاط الساخنة ليست أقل قوة لحشد غضب شعبي من التضحية بالنفس التي قام بها البائع التونسي محمد بوعزيزي في شوارع تونس. هذه هي نفس القوى التي أطلقت العنان لثورة عربية شاملة قبل أربع سنوات.
وينهي هيرست مقاله عن السعودية بالقول إن نصر عبد الله سيكون بتوريث العالم العربي مع خيار ثنائي بين شكلين من الاستبداد، إما الفساد والمحسوبية وعدم المساواة في الملكية المطلقة وإما استبداد تنظيم داعش.