السعودية / نبأ – توقّف المعارض السعودي والباحث السياسي الدكتور فؤاد إبراهيم عند العملية الإرهابية غير المسبوقة التي هزت فرنسا الأسبوع الماضي، معتبراً أنّ “الرسومات التي نشرتها صحيفة شارلي هيبدو فاقت كل المعايير الاخلاقية وبلغت حداً لا يطاق في تعرضها للرسول (ص) والقرآن الا أن الرد لا يكون بالقتل”، مؤكداً أنه “ليس بالقتل يُنتقم للرسول (ص) بحسب ما نقل على لسان المجموعة التي ارتكبت جريمة قتل الرسامين بل باستعمال وسائل سلمية من بينها القضاء والتظاهر”.
وأشار إبراهيم في سلسلة تغريدات على حسابه في “تويتر” إلى أنّ “أوروبا تدفع اليوم أثمان باهظة مقابل انخراط حكوماتها في مشروع بندر بن سلطان وديفيد بتريوس في نقل المقاتلين من كل أرجاء العالم الى سوريا”، موضحاً إلى أننا “لا نحتاج الى معجزة لمعرفة طبيعة ومنبع الافكار المبثوثة في مساجد أوروبا والمحرّضة على القتال، فالكتب المنشورة في المساجد مصدرها المملكة”، لافتاً إلى أنّ “تكفير المجتمعات الاوروبية والتحريض على القتال باسم الجهاد وفتاوى التترس واخضاع حياة وموت الابرياء للجدل الفقهي هي معالم في السلفية الجهادية”.
ورأى إبراهيم أنّ “أكبر تحدي يواجه أوروبا هو كيف تصون الحريات عموماً بما فيها الحريات الدينية للرد على ضحايا حرية التعبير في ظل كلام عن تدابير أمنية قاسية”، وأعرب عن خشيته أن “يتم الدفاع عن حرية التعبير عن طريق محاربة حريات أخرى، فتكون الحرية هي الضحية في كل الاحوال والمدخل هو تعقب جذور الارهاب بكل أشكاله”، متسائلاً: “لماذا لم تتعاطف غالبية المسلمين مع ضحايا الارهاب في فرنسا.. قد يكون رد فعل على ازدواجية المعايير هو الجواب”.
وإعتبر الباحث والمفكر السياسي أن “الغرب خسر تعاطف الشعوب الاسلامية لأنه أحال من الارهاب قضية دول وليست شعوب مع انها المتضرر الاكبر والغرب ضالع في هذا الارهاب”. مشيراً إلى “تصريحات صدرت من وزراء داخلية أوروبا توحي بأن ثمة حملة قمع مقبلة ضد الشعوب العربية والاسلامية سواء في المهجر أو في الدول الحليفة”.
ويرى إبراهيم أن “امام الغرب فرصة إعادة تقييم العلاقة مع الشعوب الاسلامية إن أراد تفادي ويلات الارهاب لأن الشعوب كانت دائما تدفع ثمن أخطاء الغرب والارهاب منها”. مشيراً إلى ضرورة “إيقاف مفاعيل العقل الاستعماري الذي يحكم علاقات الغرب مع الشعوب الاسلامية لأن من غير الممكن تكبيد الضحايا الخسائر ومطالبتهم بالتعاطف معه”، لافتاً إلى أنّ “دعم الغرب لأنظمة استبدادية في الشرق الأوسط يقف وراء نشأة الظاهرة الارهابية وترعرعها والشعوب تعد الاستبداد والاستعمار والارهاب شركاء ضدها”.
وإعتبر إبراهيم أنّ “الرسومات المنشورة في شارلي هيبدو كانت استفزازية للغاية وتتحمل هي جزء من المسؤولية ولابد من سن قانون يجرم الاستهزاء بالأديان والأنبياء”. ورأى أنّه “في الوقت الذي يجب إدانة استعمال العنف مطلقاً كأداة للتعبير عن المواقف يجب في الوقت نفسه إدانة أي عمل يحرض على العنف ومنها الرسومات المسيئة”. وتابع “للانصاف لم تستثن صحيفة شارلي أياً من الأديان أو الشخصيات الدينية فقد نالت من الاسلام والمسيحية واليهودية ومؤسف ان يكون العنف رداً إسلامياً”.