مقدمة المسائية | مشروع «داعش» بإيديولوجية «الفتح بالسيف» وصل حد الدول الراعية له

فاتحون لا غزاة، هكذا يعرّف مقاتلو داعش أنفسهم لسكان المناطق المحتّلة في العراق..إنها أيديولوجية الفتح التي حرّضت على قيام الإمارة الدينية في الدرعية وسط الجزيرة العربية قبل أن تصبح دولة بنفس المدعيات العقدية التي حملها مؤسس المملكة كما تكشف رسائله الى أمراء المناطق ووجهائها بل وسكّانها.. فكل منطقة يخضعها بقوة السيف تصبح مفتوحة وتطبق عليها أحكام الفتح، من مصادرة للممتلكات تحت عنوان الغنائم، وإرغام أهلها على الدخول في الاسلام بعد أن كانوا كفّاراً..

القوم أبناء القوم، فخطاب الفتح الداعشي منسوج بذات الكلمات، ومبشراً بإمارة شرعية تطبق فيها الحدود والاحكام بعد أن حسم حكّامها أمرهم بتكفير أهلها، فإما اعتناق ما يرونه عقيدة صحيحة أو السيف وقطع الرقاب بديلا..

جنسيات القادة الداعشيين كما معتقداتهم تدلُّ عليهم، وليختر المختبئون وراء شعارات الحرية والثورة ما يشاؤون. فالذين صوّروا احتلال داعش للموصل على أنه انتفاضة شعبية، أوالذين اعتبروا داعش كذبة على طريقة الهارب عزت الدوري، يتولى الداعشيون أنفسهم تقديم الأدلة على أنهم اللاعب الرئيس في الميدان وأن داعش بمكوناتها  التكفيرية الصدّامية القاعدية مظلة لمشروع إرهابي عابر للحدود وما لم تتضافر الجهود لمواجهته فإن البيئات الحاضنة له سوف تسمح له بالوصول الى عقر الدار الخليجية..فهل يتعلم الداعمون له من الدرس العراقي؟