مقدمة المسائية | رحلَ، أو لم يرحل.. اللهُ أرحمُ الرّاحمين.. لكنّ التّاريخ لا يرحم

السّياسةُ ليست رجلاً، والظّلمُ لا يحملُ وِزرَه اسمٌ أو اسمان أو ثلاثة.

رحلَ أو لم يرحل، ليس هذا هو المهمّ هنا. فالمسألةُ ليست هذه، ولا شقيقاتها، ولكنّ السّؤال الذي يهمُّ المواطن، اليوم وفي الغدّ: ماذا بعد؟

رحلَ أو لم يرحل، الأمرُ عند الله تعالى، هو علاّمُ الغيوب، وهو يعلم السّرَ وما أخفى. ولكن الموضوع الذي سيبقى محورَ اهتمام المواطنين هو: ماذا بعد؟

هل تبقى المملكةُ رهينةً للفوضى؟ هل تظلُّ مطليّةً بسوادِ النّفط، وبسوادٍ آخر من جْنس الأعمال؟ إلى متى ستُلاحِق المملكةَ هذه الثنائيّاتُ المتناقضةُ، والأجنحةُ المتصارعةُ، والكراسي شبه الشّاغرة؟ أيُّ حدٍّ من الحدودِ هو الذي يُقنعُ المملكة بأنّ الوقت قد حانَ لكي تقولَ: كفى. كفى للظّلم والتهميش والتّمييز. كفى للقهْر والنفاقِ وتفخيخ الضّحايا.. كفى لدموعِ التّماسيحِ وخداعِ الثّعالبِ وترنُّح الأشّباح؟

رحلَ، أو لم يرحل.. اللهُ أعلمُ، واللهُ أرحمُ الرّاحمين.. ولكن الظّلمَ ظلماتٌ في الدّنيا والآخرة، والتّاريخُ لا يرحمُ منْ لا يُبادر، اليوم قبل الغدّ، ليُسجّل في دفتره المحاسن الكبرى، ليحقّ للنّاس أن يتذكّروها كما يذكر الطّيبون محاسن مواتهم..