الحكومة تُحمِّل ضحايا السيول مسؤولية تضرُّرهم عوضاً عن دعمهم ومساندتهم – تقرير: محمد دياب

تقرير: محمد دياب

“دفعوا حياتهم ثمناً للاستعراض والترند”، “عابرون إلى الوحل!”، بهذا العنوان التَهكُّمي الخالي من المسؤولية سلَّطت الحكومة السعودية إعلامها، يوم الجمعة 20 كانون ثاني / يناير 2023 للتهرُّب المستمر من واجباتها اتجاه الشعب.

وبدل تقديم خطة طوارىء لدعم المتضرِّرين من السيول وإيجاد حلول للأزمة المُتجدِّدة في السعودية، اتَّهمت الحكومة المواطنين بأنَّهم “يغامرون بحياتهم وحياة الآخرين باجتياز الأودية الخطيرة ومجاري السيول المميتة”، زاعمة أنَّ المواطنين “اختاروا الرحيل عمداً بعدما ضربوا بالتحذيرات والتنبيهات عرض الحائط”.

لا بل ذهبت السلطات بعيداً في زعمها عبر تحميل المواطن المسؤولية باتهامه أنَّه “يقوم بحركة استعراض للظهور والصعود في الترند”.

فتحت السيول فصلاً من فصول الفساد المستشري، في ظل مسلسل الإهمال المتواصل، وتراشق المسؤوليات، وبينما لا يجرؤ الاعلام على انتقاد الحكومة، سلَّ سيوفه على المواطنين، متناسياً، على سبيل المثال لا الحصر، التَّقاعُس الحكومي عن إنجاز مشاريع التصريف منذ 10 سنوات، في بعض احياء الطائف، وغيرها من المدن.

وغرَّد مواطنون على “تويتر” رداً على مزاعم الحكومة، بالقول: “إنَّ الكارثةَ لم تعد منحصرة بغرق الشوارعِ، إذ إنَّ المياه دخلت المنازل”، فيما حمَّل مواطنون آخرون البلديات والوزارات المعنية مسؤوليةَ ما حلَّ عليهم من خسائر بشرية ومادية.

#السعودية