تقرير: مريم ضاحي
بعد مرور 7 سنوات عجاف بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية، استطاعت الصين، في اتفاق وُصِف بـ “التاريخي”، وضع العلاقات بينهما على سكَّة جديدة قد تؤسِّس لإحيائها.
كان الاتفاق المفاجئ في توقيته ثمرة مفاوضات أمنية سريّة قيل إنَّها استمرت لأربعة أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين، إلّا أنَّ المؤكد أنَّ اتفاقاً من هذا النوع الذي استمرَّت بغداد في العمل عليه على مدى عامين وتدخَّلت مسقط لتحقيقه، ما كان ليتم لولا تحضيرات الصين المُسْبَقة ومفاوضاتها الحثيثة للوصول إليه.
أما السؤال الأبرز فهو كيف استطاعت الصين إيجاد أرضية للاتفاق وما دوافع كلٍّ من طهران والرياض؟ يستشف القارئ في تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان حاجة السعودية العالقة في مستنقع حربها على اليمن، لتحقيق أمن المملكة الذي لن يتحقَّق ما دامت المنطقة غير مستقرّة، لا سيَّما مع التماس الرياض عدم رغبة واشنطن وعجزها عن ضمان أمن المنطقة.
أما بالنسبة إلى إيران، فلطالما تمسَّكت طهران بمبدأ حسن الجوار مع مختلف دول المنطقة، لما يوفِّره من قدرات كبيرة للمنطقة والعالم الإسلامي.
مما لا شكّ فيه أنَّ ضعف الدور الأميركي في المنطقة سنح الفرصة للصين للتوغُّل أكثر تحقيقاً لمصالحها الاقتصادية ومشروعها “الحزام والطريق”، الذي دونه عراقيل جمة في حال استمر الخلاف الإيراني – السعودي. في حين يتوقَّع مراقبون أنْ تستغل الرياض هذا الاتفاق للإعلان عن تطبيع علاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، باعتبار أنَّها لم تعد تخشى ردود الفعل بعد تطبيعها مع إيران.
#السعودية