الحرب في السودان تدخل شهرها الثاني.. كارثة إنسانية واخفاقات سياسية

تقرير: محمد دياب

لم يعد للمواطن في السودان وتحديداً في مناطق التوتر والحرب سوى انتهاز تلك السويعات القليلة لتأمين قوت عياله.

وبالرغم من تجديد الهدنة لمرات عدة والمفاوضات المزعومة في جدة، ما زال السودان غارقاً في الحرب التي دخلت شهرها الثاني وباتت تهدِّد حياة الملايين، وتُنْذِر بكارثة انسانية.

كان السودان غارقاً قبل الحرب في فوضى سياسية واقتصادية، لكنْ بعد شهر من المعارك بين قوات الجنرالين المتصارعين على السلطة، بات البلد مُهدَّداً بالانهيار، ما يُثير قلق دول الجوار.

أوقعت الحرب بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات “الدعم السريع” محمد حمدان دقلو “حميدتي” أكثر من 750 قتيلاً وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ.

وبالتزامن مع معاركهما، يجري الطرفان محادثات حول وقف إطلاق نار “إنساني”، في جدة السعودية، للسماح للمدنيين بالخروج وإتاحة المجال لدخول المساعدات.

لكنَّهما لم يتَّفقا حتى الآن سوى على قواعد إنسانية بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات، من دون التوصل إلى اتفاق تام للحرب المستعرة.

ويرى خبراء في الشأن السوداني أنَّه إذا لم يغيِّر الطرفان طريقة تفكيرهما، فمن الصعب تَصوُّر ترجمة حقيقية على الأرض للالتزامات التي يوقِّعان عليها على الورق، خصوصاً أنَّ كلّاً من الجنرالين مقتنع بأنَّه يستطيع حسم الأمر عسكرياً.