مقدمة المسائية| لا إملاءات خارجية ولا تواطؤ داخلي عاد مقبول لدى شعب اليمن

على عجلٍ تقاطر وزراءُ مجلس التعاون الخليجي إلى الرياض…

الحدثُ جلل… تطوراتٌ متسارعة في الجارةِ الجنوبية للمملكة السعودية… تطوراتٌ تقتضي موقفا موحداً ممن اعتبروا اليمنَ على مرِّ عقود، مستودعا للمشكلات وخزّانا للأزمات وتكتلاً بشريا لا تليق به الحياة…

في اليمن الثورةُ مستمرة..نعم هي كذلك، لأنَّ إرادةَ الشعب حاضرةٌ في الميدان، فلم يعد يقبلِ اليمنيون لا الإملاءاتِ الخارجية ولا التواطؤَ الداخلي، وإنَّ اتفاقَ السلمِ والشراكة وحدَه هو المدخلُ الصحيح لصوْغِ عقدٍ اجتماعي في اليمن وليس المبادرةَ الخليجية ولا أوامرَ السفارات الأجنبية..

وقد أثبت اليمنيون بأنهم قادرون على حفظ الأمن حين تعجزُ الدولة طوعاً أو كرهاً عن القيام بواجباتها..وإن الزوبعاتِ الاعلاميةَ التي انطلقت في الاقليم وتصاعدت منذ ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الماضي بهدف شيطنةِ الحراك الشعبي وتصويرِه خلافَ حقيقته كشفت عن أجندة مشبوهةٍ, وإنَّ الثوّار أظهروا انضباطاً فريداً ومسؤوليةً وطنيةً عالية في حفظ الامن والدفاعِ عن الممتلكات..

اليوم تمرّ الثورةُ اليمنية باختبار آخرَ له صلةٌ بمشروعها، وهذا ما يجعل كلَّ القوى الاقليمية والدولية أمام أحدِ خيارين: إما مع الديمقراطية وتالياً مع الشعب أو مع الاستبداد المدعوم إقليمياً..