أعلن الديوان الملكي السعودي، اليوم الجمعة، أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (79 عاما) تلقى البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم، ليكون سابع ملك للمملكة، وذلك عقب وفاة شقيقه الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وقال بيان بثه الديوان الملكي أن "الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تلقى البيعة ملكاً على البلاد وفق النظام الأساسي للحكم. وبعد إتمام البيعة "، وقال البيان إن الملك سلمان بن عبدالعزيز يدعو إلى مبايعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز ( 69 عاما) وليا للعهد.
وأشار البيان أنه "بناءً على البند ( ثانياً ) من الأمر الملكي رقم أ / 86 وتاريخ 26 / 5 / 1435هـ ، الذي نص على أن يبايع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية لمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد ، وقد تلقى البيعة على ذلك".
وتنص المادة الخامسة من نظام الحكم على أن "نظام الحكم في المملكة العربية السعودية … ملكي، ويكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء .. ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم."
وكانت المادة تتضمن بندا ينص على أنه "يختار الملك ولي العهد .. ويعفيه بأمر ملكي"، إلا أنه مع صدور نظام هيئة البيعة تم إلغاء هذا البند واستبداله ببند آخر ينص على أنه "تتم الدعوة لمبايعة الملك، واختيار ولي العهد وفقا لنظام هيئة البيعة".
وتنص المادة نفسها أيضا على أنه "يتولى ولي العهد سلطات الملك عند وفاته حتى تتم البيعة".
ونصت المادة السادسة من نظام هيئة البيعة ، على أنه "عند وفاة الملك تقوم الهيئة بالدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكا على البلاد وفقا لهذا النظام والنظام الأساسي للحكم".
وكان ينبغي اختيار منصب ولي العهد وفقا لآليات معينة حددها نظام هيئة البيعة، وتنص المادة السابعة من نظام هيئة البيعة على أنه "يختار الملك بعد مبايعته، وبعد التشاور مع أعضاء الهيئة، واحدا، أو اثنين، أو ثلاثة، ممن يراه لولاية العهد ويعرض هذا الاختيار على الهيئة، وعليها بذل الجهد للوصول إلى ترشيح واحد من هؤلاء بالتوافق لتتم تسميته وليا للعهد. وفي حالة عدم ترشيح الهيئة لأي من هؤلاء فعليها ترشيح من تراه وليا للعهد".
وبحسب النظام نفسه فإنه " في حالة عدم موافقة الملك على من رشحته الهيئة، فعلى الهيئة التصويت على من رشحته وواحد يختاره الملك، وتتم تسمية الحاصل من بينهما على أكثر من الأصوات وليا للعهد".
وأشارت المادة التاسعة إلى انه يتم اختيار ولي العهد "في مدة لا تزيد عن ثلاثين يوما من تاريخ مبايعة الملك".
إلا أن مبايعة الأمير مقرن بن عبد العزير وليا للعهد ، جاءت بموجب الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي الراحل في 27 مارس 2014، واستحدث بموجبه منصب ولي ولي العهد ، وأصبح الأمير مقرن اول من يشغب هذا المنصب، و قضى الأمر ضمنا بتعيين ولي العهد القادم( في حال وفاة الملك).
وقضى الأمر باستحداث منصب ولي ولي العهد، وتعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز (69 عاما) بالمنصب، على أن "يبايع ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد".
وبحسب الأمر الملكي، الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) آنذاك جاء تعيين الأمير مقرن ضمن ما تقتضيه المصلحة العامة وبعد موافقة ثلاثة أرباع عدد أعضاء هيئة البيعة – البالغ عددهم خمسة وثلاثين – على القرار.
وبموجب هذا التعيين، صار الأمير مقرن بن عبد العزيز، وهو أصغر أبناء مؤسس الدولة السعودية الثالثة، أول من يعين بهذا المنصب المستحدث في المملكة، وأصبح طريقه سلكا إلى قمة هرم المؤسسة الحاكمة في المملكة.
واللافت أن البيان الملكي نصه على أنه "لا يجوز بأي حال من الأحوال تعديل القرار أو تبديله بأي صورة كانت من أي شخص كائناً من كان، أو تسبيب، أو تأويل".
ولد الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود في 15 سبتمبر 1945 ،هو الابن الخامس والثلاثون من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأصغر أبنائه الأحياء. وليس له أخوة أشقاء.
تلقى تعليمه الأولي في معهد العاصمة النموذجي وتخرج فيه عام 1964، أكمل دراسته في علوم الطيران في المملكة المتحدة وتخرج فيها عام 1968.
بعد تخرجه بعام 1964 التحق بالقوات الجوية الملكية السعودية وظل يعمل في القوات الجوية الملكية السعودية حتى عام 1980.
وفي 18 مارس 1980 عين أميرًا لمنطقة حائل، وظل بهذا المنصب حتى 29 نوفمبر 1999 عندما عين أميرًا لمنطقة المدينة المنورة.
وفي 22 أكتوبر 2005 عين رئيسًا للاستخبارات العامة خلفًا لأخيه الأمير نواف، وظل يتولى المنصب حتى 19 يوليو 2012 عندما عين مستشارًا للملك ومبعوثًا خاصًا له، وفي 1 فبراير 2013 عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء.
وفي 27 مارس 2014 ، صدر أمر ملكي يقضي باختياره وليًا لولي العهد، على أن يُبايع ولياً للعهد في حال خلو ولاية العهد، ويبايع ملكاً للبلاد في حال خلو منصبي الملك وولي العهد في وقت واحد.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تعيين ولياً لولي العهد في المملكة، وهو ما يفسر على أن الأمير مقرن في طريقه إلى العرش السعودي وذلك في ظل كبر السن الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز.