السعودية على وشك تهجير آلاف المواطنين البدون جنسية

منذ أكثر من نصف قرن، فرّ المسلمون البرماويون من بورما بعد تضييق الخناق عليهم، من قبل الاستعمار البريطاني، متوجهين الى دول العالم الإسلامي، ومنها السعودية، ظنا أن بلاد الحرمين قد تكون ملاذا آمنا لهم، هربا من عمليات التطهير العرقي والديني التي تعرضوا لها.

أكثر من ربع مليون بورمي سكنوا أحياء جدة ومكة المكرمة والمدينة وغيرها، ورغم حرمانهم من الخدمات البديهية والحقوق الأساسية، تجذروا في تلك المناطق وبات أبناؤهم وأحفادهم من أبناء المنطقة وأهلها، إلا أن ذلك التاريخ لم يشفع لهم ليُعاملوا معاملة السعوديين، أو بالحد الأدنى للحصول على جنسية بلد تمتد جذورهم فيه الى ما قبل احتلال آل سعود للحجاز.

ما يدفع للتذكير بقضية البورميين البدون في السعودية اليوم، خبر إعلان السعودية وباكستان توقيع اتفاقية تسمح بإصدار جوازات السفر الباكستانية للجالية البرماوية التي تعيش في مكة المكرمة وجدة، حيث ستعمل لجنة ثنائية مكونة من ممثلي السعودية ووزارة الداخلية الباكستانية على إصدار وثائق السفر للبرماويين، بحسب القنصلية الباكستانية في جدة.

فكثيرا ما حاولت السعودية ترحيلهم أو تهجيرهم بشكل قسري عبر دفعهم للخروج خارج البلد بشتى الطرق التعسفية، وما هذه الاتفاقية إلا دفع وإبعاد لهم الى باكستان.

يذكر أن الأعوام الأخيرة شهدت سلسلة محاولات للتضييق عليهم، أبرزها حملة التشويه الالكترونية، التي قادها كتاب وناشطون سعوديون، والتي زجت بتهم كثيرة بحقهم من قبيل إخلالهم بالأمن، ونشر الفوضى في الأحياء التي يقطنونها.