يعرض موقع “نتفلكس” وثائقي “رحلة كفاح المرأة السعودية” منذ عام 2018، الذي سردت 25 إمرأة فيه، لنحو ساعة، حكاية الإيمان بالقوة الداخلية وقصص المواجهة وأثمانها، وصولاً إلى التغيير.
لا يبدو أنَّ العنوان استطاع ْأن يؤثِّر بمشاهدين أو يغيِّر نظرة الرأي العام إلى الواقع في المملكة، إلى أنْ قرَّر الإعلام السعودي اللجوء إلى الوثائقي والتوسُّل بما ورد فيه، عن العزائم المنبثقة من المستحيل إلى الممكن، والقادرة على الانتزاع والتي حاولت الشخصيات إيصالها.
صحيحة تلك النزعة نحو التغيير والمحاولات الجادَّة لذلك، لكنَّها تصطدم بواقع أنَّ النظام السعودي قد يسمح على سبيل المثال للمرأة بقيادة سيارة، لكنَّه قد يعتقل من يطالب بهذا الحق.
اصطدمت سرديات الوثائقي بحكايات أخرى لنساء اعتُقِلْن للمشاركة بتظاهرات مطلبية، أو لمجرَّد التعبير عن الرأي بتغريدة أو تدوينة على مواقع التواصل.
لا يبدو أنَّ الوثائقي الذي يُعْرَض منذ نحو 5 سنوات قادر على التغطية على انتهاكات النظام السعودي بحق المرأة، وأحدث دليل على ذلك الوقفة في “جامعة ليدز” في بريطانيا التي دعا خلالها طلبة الدكتوراه السعودية إلى الإفراج عن معتقلة الرأي الناشطة سلمى الشهاب، والتي كانت طالبة في الجامعة، وكذلك تقرير خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الذي أدان الاحتجاز التعسُّفي بحق الناشطتَين سلمى الشهاب ونورة القحطاني، وطالب بالإفراج عنهما، فضلاً عن وجود 11 معتقلة من القطيف والأحساء وحدها.