لا يزالُ العهد الجديدُ يفتحُ الطريق أمام خيبات الظّنون.
في العادةِ، حينما يأتي ملكٌ جديدٌ، فإنّ أوّل ما يفعله هو أن يفتح السّجون، ويبيّضَها من الظلّم والظلام. إلا أنّ الملك الجديد لا يجدُ، فيما يبدو أنّ ثقلاً ما على كاهله، هو يرِثُ عهداً ثقيلاً بما يزنُ ثلاثين ألف معتقل في السّجون، وبسحْقُ أبسط الحقوق عن المواطنين.
لا حاجة لمزيدٍ من الوقت لاختبار الملك الجديد. فالرّسالةُ تُعرَفُ من لونها ورائحتها وعنوانِها. واللّون لا زال قاتماً، والرائحةُ شبيهةٌ بتلك الرّوائح التي نشرتها قوّاتُ درع الجزيرة وهي تعبرُ جسرَ السعودية باتّجاه البحرين لقمع حراكِ أهلها المطلبي. أما العنوان، فهو ذاتُ العنوان الذي عُرف به السّابقُ والأسبق والذي سبق: الاستبدادُ سيّدُ الموقف، ونُكرانُ الواقعِ هو مؤشّره، والفوضى هي المقدّمةُ وهي النتيجة أيضاً…