السعودية / نبأ – شبه إجماع بين المراقبين على ان عهد الملك عبد الله كان الاكثر جدلاً والأقل إصلاحا على الصعيد الداخلي، هذا ما لفت إليه الأمين العام لحركة أحرار البحرين سعيد الشهابي في مقال حمل عنوان السعودية تنوء بتركة ثقيلة برحيل عبد الله.
ففي عهد عبد الله خرجت المملكة عن دبلوماسيتها الصامتة وسياستها في ممارسة القيادة عن طريق النفوذ المالي والديني غير المعلن، ما أدى الى الكثير من التداعيات وأبرزها تصدع مجلس التعاون الخليجي، بسبب محاولة السعودية في السيطرة على السياسة الخارجية لدوله.
وعلى المستوى الداخلي فإن ما جرى الحديث عنه من ان الملك الراحل كان اصلاحيا، انعكس في سجون المملكة التي تعجّ بأكثر من عشرة آلاف سجين سياسي، يرزح الكثيرون منهم بدون محاكمة. أما فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية فإن السياسة السعودية المتبعة تؤكد عدم قدرة الحكم السعودي على مواكبة تطورات المنطقة او تطلعات ابنائها بحسب الشهابي. فالمملكة في عهد عبد الله تبنت سياسة معادية لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين، كما رفعت لواء مناهضة حركة الثورات العربية في الدول العربية التي أرادت شعوبها التخلص من الانظمة الإستبدادية فيها.
يؤكد الشهابي أن العالم العربي بات مثقلا بتركة مزعجة ناجمة في الكثير من جوانبها عن السياسة السعودية التي رفضت التغيير السياسي في العالم العربي، مستخدمةً النفط سلاحا ضد الدول التي تختلف مع الرياض سياسيا، ويعتبر بروز ظاهرتي الارهاب والتطرف أبرز مساوئ تركة عبد الله، حيث لا يمكن إنكار دور المملكة في تفريخ هاتين الظاهرتين من خلال دبلوماسية توازن الرعب التي أُعتمدت منذ نهاية الحرب الافغانية.
من جهته، كانت للكاتب بشير نافع رؤية أخرى لناحية السياسة التي سينتهجها سلمان خلال حكمه، حيث يؤكد أن الأخير سيعود إلى النهج البراغماتي الذي اتسمت به سياسات الملك المؤسس عبد العزيز والملك فهد؛ خصوصاً بعد أن أوصلت سياسات عبد الله الأيديولوجية المملكة إلى خسارة الكثير من حلفائها في المجال العربي والإسلامي، بسبب سياساته المعادية لحركات الإسلام السياسي، ووقوفه ضد تطلعات الشعوب الرافضة للإستبداد، إلا أن نافع يقول إنه من المبكر، محاولة استقراء ما الذي ستعنيه براغماتية سلمان على صعيد الأزمات المتفاقمة في الجوار وبؤر الصراع الإقليمي.