للعلاقات المتوترة بين إيران والسعودية تاريخ طويل، حيث الملفات معقدة والخلافات عقائدية وسياسية وأمنية متشابكة.
بدأ الخلاف الدبلوماسي بين الدوليتن في عام 1979 بعد الثورة الإسلامية الإيرانية، ليأتي السيد الخميني برؤية جديدة اعتبرتها السعودية تهديداً لها ولأمنها، متهمة إيران بمحاولة تصدير ثورتها إلى دول الخليج، وهو ما دفع السعودية إلى مساندة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في حربه مع إيران والتي سُمّيت “حرب الخليج الأولى”.
في عام 1987، اتخذ التوتر منحى آخر، حين أطلقت قوات الأمن السعودية النار في اتجاه حجاج إيرانيين في مكة رددوا شعارات “الموت لأمريكا”، لتقتل أكثر من 400 حاج إيراني. على إثر ذلك، أغلقت السعودية سفارتها في طهران، لتنهي علاقتها الدبلوماسية معها، وبدأ ما عُرف بـ “الحرب الباردة في الشرق الأوسط”.
ويُعدُّ أهم فصول التوتر بين طهران والرياض وفاة آلاف الحجاج الإيرانيين في منى، خلال عام 2015، في حادثة تَدافُع أودت بحياة 465 إيرانياً. وهددت إيران، حينها، بمقاضاة السعودية لا سيما مع وفاة 6 دبلوماسيين منهم السفير الإيراني السابق في لبنان غنضفر ركن أبادي.
استمرت الحرب الدبلوماسية بين البلدين لتنفجر بعد العدوان السعودي على اليمن في آذار/مارس 2015.
وفي عام 2016، أعدمت السعودية الشيخ نمر باقر النمر، بالتزامن مع اشتداد الأزمة السورية، واتهام إيران السعودية بدعمها الإرهابيين في سوريا.
شهدت العلاقات بين البلدين مدّاً وجزراً، مع اقتراح إيران بشكل دائم وضع حل سلمي للخلافات، إلى أنْ اتفقتا، في بداية عام 2023، على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما عقب مباحثات جرت في بيجين برعاية صينية.