لم تكن فرحانة بيجوم تعلم أنّه لن يكون لها من اسمها المشتق من الفرح نصيب في السعودية.
غادرت المواطنة الهندية بيتها في مدينة حيدر أباد على أمل أداء العمرة، وثقت بجارهم الذي يعمل في الرياض، أرسلت له المال، وفور وصولها يوم 29 آذار/مارس 2023 أُخبرتها الجهات الرسمية بأنّ موسم الحج سيؤخّر عمرتها لأسابيع.
نُقِلت بيجوم إلى قرية بالقرب من الدوادمي، وهي بلدة تبعد حوالي 650 كيلومتراً عن مكة، نتيجة قيام جارهم أكرم، من دون علمها، بإبرام صفقة سرية مع مواطنة سعودية تبلغ قيمتها حوالي 2000 دولار مقابل خدماتها كعاملة منزلية. وبدل أنْ تكون رحلة العمر لها، أضحت رحلة العبودية لدى العائلة السعودية ولأشهر عدة.
مُنِعت من مغادرة المنزل ومن أداء العمرة كذلك، واحتجزتها السلطات في الدوادمي بعد تواصلها مع سفارة بلادها بذريعة كسرها لمدة الإقامة. بقيت حبيسة الزنزانة حتى سُوّي وضعها وتمكّنت من المغادرة.
بيجوم واحدة من حالات عديدة تقع في شباك الاتجار بالبشر من قِبَل مسؤولي التوظيف الذين يتاجرون بالنساء ويفلتون من العقاب، والضحايا هم الذين يُعاقَبون.
مهما حاول ولي العهد محمد بن سلمان إبرام اتفاقيات استثمارية مع الهند لتبييض سمعته، ستبقى هذه المعتمرة نموذجاً واضحاً عن سمعة سيئة عندما يتعلّق الأمر بحقوق الانسان والعمال المهاجرين.